أن ينصره ويعاونه على عدوه، ويقول قتيبة بن مسلم بأني قد ملكتك يا غوزك بن أخشيد سمرقند وأرضها وحدودها وكس ونسف وبلادها وحصونها، وفوضت إليك أمرها، وأخذت خاتمك عليها، لا يعترض عليك معترض، وأن الملك من بعدها لولدك أبدا ما دامت لي ولاية بخراسان، شهد على ذلك الحضين بن المنذر البكري وضرار بن حصين التميمي وعلباء بن حبيب العبقسي ومعاوية بن عامر الكندي ووكيع بن أبي سود الحنظلي وإياس بن نبهان والأشجع بن عبد الرحمن والمحرر بن حمران والمجشر (1) بن مزاحم وعبد الله بن الأزور والفضيل بن عبد الله وعثمان بن رجاء والحسن بن معاوية والفضيل بن بسام، وكتب ثابت بن أبي ثابت كاتب قتيبة بن مسلم في سنة أربع وتسعين. قال: وختم قتيبة بن مسلم الشهود بخواتيمهم على هذا العهد، ودفع العهد إلى غوزك بن أخشيد، فأنشأ الفرات بن عبد الله السني (2) يقول في ذلك (3):
يرى الموت من عادى قتيبة مجهرا * وليس بوقاف ولا بمواكل ولكنه سمح بنفس كريمة * يصول بها يوم الفنا والقبائل فما لأبي حفص يزيد إذا سما * بأرعن مثل الطود جم الصواهل حوى السغد حتى شاع في الناس ذكره * ونال التي أعيت على المتطاول ونال التي قد رامها الناس قبله * فأعيوا وأمسى ذكره غير خامل قال: ثم دعا قتيبة بأخيه عبد الرحمن بن مسلم (4) فجعله مقيما بمدينة سمرقند لئلا ينكثوا ولا يغدروا، ثم أقبل إلى مدينة مرو فنزلها، وكتب إلى الحجاج يخبره بما فتح الله عليه من سمرقند وما كان من صلحه إياهم، ووجه إليه الخمس من أموال سمرقند.
ذكر كتاب الحجاج إلى قتيبة أما بعد، يا قتيبة! فقد استقبل الله عز وجل من أمرك بما لم يستقبل به أحد قبلك من التمكن في البلاد والظهور على الأعداء، فخذ ما آتاك الله بقوة وكن من