كتابه (تاريخ الأمم والملوك) وابن أثير الجزري في كتابه (الكامل) وغيرهما.
وكيفية النقل لا سيما في تاريخ الأمم والملوك يشعر بأن هذا الكتاب كان بين يدي محمد بن جرير وهو ينقل عنه بلا واسطة وأحيانا بوساطة هشام بن محمد بن السائب الكلبي، وحيثما قابلت النسخة المطبوعة التي بأيدينا المسمى بمقتل أبي مخنف مع ما أورده الطبري وغيره في كتبهم رأيت ما بينه وبينها اختلافا كثيرا وتهافتا بينا بحيث يشعر الظن بل الاطمينان بأن هذا المطبوع ليس المقتل المزبور بتمامه وان كان فيه بعض ما فيه، وهذا هو الذي دعاني إلى التقاط ما أورده الطبري في تاريخه وجمعه وتبويبه.
مع ما أعلق عليه من توثيق الرواة الموجودة في طريق النقل عن كتب العامة والخاصة وصار بحمد الله والمنة كتابا جامعا وسفرا شريفا يزيل الشبه ويورث الاطمينان والاعتقاد بأن ما ذكر في هذا الكتاب هو ما ذكره أبو مخنف وان لم يكن جميع ما ذكره فإنه لا قطع لي أن هؤلاء المؤرخين ذكروا في مقاتلهم جميع ما ذكره المؤلف في كتابه فللناظر البصير والنقاد الخبير ان يغتنم هذه الفرصة وان يجتنى من أزهار ربيعه فان للنقل في الاخبار والروايات شرائط يلزم لكل ناقل رعايتها، ويستجمعها صحة استنادها وصدورها عن راويها وهذا المعنى بعون الله تعالى موجود فيما نقلنا وجمعنا، وسميناه بمقتل أبي مخنف الصحيح المنقول من تاريخ الأمم والملوك ورجائي من مولائي و سيدي أن يقبله بعين اللطف والرحمة وأن يجعله ذخرا لي ليوم لا ينفع فيه مال