وأول امامة الصادق عليه السلام ست وسبعون سنة، فيمكن أن يكون أبو مخنف قد لقى أمير المؤمنين عليه السلام وعمره خمسة عشرة سنة وأدرك من زمان الصادق عليه السلام سنة مثلا فيكون المجموع نحوا من الاثنين وتسعين سنة وذلك عمر متعارف فلا مانع من دركه أمير المؤمنين عليه السلام، بل يمكن ادراكه أمير المؤمنين عليه السلام قبل البلوغ بعد كون المدار في الرواية على حال الأداء دون التحمل.
فكونه من أصحاب الأمير كما ذكره الكشي ممكن ولا موجب لما صدر من الشيخ ره من انكار ذلك، وما أبرد ما صدر من الفاضل الحائري في المنتهى من الاستدلال لعدم ملاقاته الأمير عليه السلام بل التأمل لذلك في درك أبيه يحيى إياه عليه السلام بأن جد أبيه مخنف بن سليم من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام كما صرح به الشيخ رحمه الله وغيره قال: ان ذلك مما يشهد للشيخ ره بعدم درك لوط إياه عليه السلام، بل لعله يضعف درك أبيه أيضا إياه انتهى، فان فيه أن درك شخص وابنه وابن ابنه وابن ابن ابنه لامام غير عزيز لامكان اجتماعهم في زمان واحد يكون عمر ابن ابن الابن خمسة عشرة وعمر ابن الابن خمسة وثلاثين وعمر الابن خمسة وخمسين وعمره خمسة وسبعين ولعله لذا أمر بعد ذلك بالتأمل وليته لم يذكره من أصله.
وتنقيح؟ المقال في حال الرجل انه لا ينبغي التأمل في كونه شيعيا إماميا كما صرح بذلك جماعة، وانكار ابن أبي الحديد ذلك بقوله في شرح النهج: وأبو مخنف من المحدثين وممن يرى صحة الإمامة بالاختيار وليس من الشيعة ولا معدودا من رجالها انتهى، من الخرافات اللتي