عفان التي سار بها في المسلمين فاتقوا الله واستقيموا ولا تختلفوا وخذوا على أيدي سفهائكم والا تفعلوا فلوموا أنفسكم ولا تلوموني فوالله لأوقعن بالسقيم العاصي ولأقيمن درأ الأصعر المرتاب فقام إليه السائب بن مالك الأشعري.
فقال اما أمر ابن الزبير إياك ان لا تحمل فضل فيئنا عنا الا برضانا فانا نشهدك انا لا نرضى ان تحمل فضل فيئنا عنا وان لا يقسم الا فينا وان لا يسار فينا الا بسيرة علي بن أبي طالب التي سار بها في بلادنا هذه حتى هلك رحمة الله عليه ولا حاجة لنا في سيرة عثمان في فيئنا ولا في أنفسنا فإنها انما كانت إثرة وهوى ولا في سيرة عمر بن الخطاب في فيئنا وان كانت أهون السيرتين علينا ضرا وقد كان لا يألوا الناس خيرا.
فقال يزيد بن انس صدق السائب بن مالك وبر رأينا مثل رأيه وقولنا مثل قوله فقال ابن مطيع نسير فيكم بكل سيرة أحببتموها وهويتموها ثم نزل فقال يزيد بن انس الأسدي ذهبت بفضلها يا سائب لا يعدمك المسلمون اما والله لقد قمت واني لأريد ان أقوم فأقول له نحوا مقالتك وما أحب ان الله ولى الرد عليه رجلا من أهل المصر ليس من شيعتنا وجاء اياس بن مضارب إلى ابن مطيع.
فقال له السائب بن مالك من رؤس أصحاب المختار ولست آمن المختار فابعث إليه فليأتك فإذا جاءك فاحبسه في سجنك حتى يستقيم أمر الناس فان عيوني قد أتتني فخبرتني ان امره قد استجمع له وكانه قد وثب بالمصر قال فبعث إليه ابن مطيع زائدة بن قدامة وحسين بن عبد الله البرسمي من همدان فدخلا عليه فقالا أجب الأمير فدعا بثيابه وامر