باسراج دابته وتخشخش للذهاب معهما فلما رأى زائدة بن قدامة ذلك قرأ قول الله تبارك وتعالى.
(وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك و يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
ففهمها المختار فجلس ثم ألقى ثيابه عنه ثم قال ألقوا على القطيفة ما أراني الا قد وعكت اني لأجد قفقفة شديدة ثم تمثل قول عبد العزى بن صهل الأزدي.
إذا ما معشر تركوا نداهم * ولم يأتوا الكريهة لم يهابوا ارجعا إلى ابن مطيع فأعلماه حالي التي أنا عليها فقال له زائدة بن قدامة أما أنا ففاعل وأنت يا أخا همدان فاعذرني عنده فإنه خير لك.
(قال أبو مخنف) فحدثني إسماعيل بن نعيم الهمداني عن حسين بن عبد الله قال قلت في نفسي والله ان أنا لم أبلغ عن هذا ما يرضيه ما أنا بآمن من أن يظهر غدا فيهلكني قال فقلت له نعم انا أصنع عند ابن مطيع عذرك وأبلغه كل ما تحب فخرجنا من عنده فإذا أصحابه على بابه وفي داره منهم جماعة كثيرة قال فأقبلنا نحو ابن مطيع فقلت لزائدة بن قدامة أما اني قد فهمت قولك حين قرأت تلك الآية وعلمت ما أردت بها وقد علمت أنها هي ثبطة عن الخروج معنا بعد ما كان قد لبس ثيابه وأسرج دابته وعلمت حين تمثل البيت الذي تمثل انما أراد يخبرك انه قد فهم عنك ما أردت أن تفهمه وانه لن يأتيه.
قال فجاحدني أن يكون أراد شيئا من ذلك فقلت له لا تحلف فوالله ما كنت لأبلغ عنك ولا عنه شيئا تكرهانه ولقد علمت أنك مشفق عليه تجد له