منها عباد الله الأخيار وباعوا قليلا من الدنيا لا يبقى بجزيل مثوبة عند الله لا يفنى ان أولياء من إخوانكم وشيعة آل نبيكم نظروا لأنفسهم فيما ابتلوا به من أمر ابن بنت نبيهم الذي دعى فأجاب ودعا فلم يجب وأراد الرجعة فحبس وسأل الأمان فمنع وترك الناس فلم يتركوه وعدوا عليه فقتلوه.
ثم سلبوه وجردوه ظلما وعدوانا وغرة بالله وجهلا وبعبر الله ما يعملون والى الله ما يرجعون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون فلما نظروا إخوانكم وتدبروا عواقب ما استقبلوا رأوا ان قد خطأوا بخذلان الزكي الطيب واسلامه وترك مواساته والنصر له خطئا كبيرا ليس لهم منه مخرج ولا توبة دون قتل قاتليه أو قتلهم حتى تفنى على ذلك أرواحهم، فقد جدوا إخوانكم فجدوا وأعدوا واستعدوا، وقد ضربنا لإخواننا أجلا يوافوننا إليه وموطنا يلقوننا فيه فأما الاجل فغرة شهر ربيع الاخر سنة 65.
وأما الموطن الذي يلقوننا فيه فالنخيلة أنتم الذين لم تزالوا لنا شيعة وإخوانا والا وقد رأينا ان ندعوكم إلى هذا الامر الذي أراد الله به إخوانكم فيما يزعمون ويظهرون لنا أنهم يتوبون وأنكم جدراء بتطلاب الفضل والتماس الاجر والتوبة إلى ربكم من الذنب ولو كان في ذلك حز الرقاب وقتل الأولاد واستيفاء الأموال وهلاك العشائر ما ضر أهل عذراء الذين قتلوا الا يكونوا اليوم أحياء وهم عند ربهم يرزقون.
شهداء قد لقوا الله صابرين محتسبين، فأثابهم ثواب الصابرين يعني حجرا وأصحابه، وما ضر إخوانكم المقتلين صبرا، المصلبين