التوراة من صفة محمد (صلى الله عليه وآله) فيحاجوكم به عند ربكم. فنزلت الآية (1).
وروى العياشي في تفسيره عن الصادق (عليه السلام) قال: كانت اليهود تجد في كتبها: أن مهاجر محمد - عليه الصلاة والسلام - ما بين أحد وعير (جبل بالمدينة) فخرجوا يطلبون الموضع، فمروا بجبل يسمى حدادا (وحوله فدك وخيبر وتيماء) فقالوا: حداد واحد سواء، فتفرقوا عنده فنزل بعضهم بفدك، وبعضهم بخيبر، وبعضهم بتيماء (على عشر مراحل من المدينة).
ثم مر أعرابي من قيس بالذين كانوا في تيماء فقال لهم: أمر بكم ما بين أحد وعير. فاستأجروا منه إبله، فلما توسط بهم أرض المدينة قال لهم: ذاك عير وهذا أحد. فنزلوا عن ظهر إبله وقالوا له: قد أصبنا بغيتنا فلا حاجة لنا في إبلك، فاذهب حيث شئت.
ثم كتبوا إلى إخوانهم الذين بفدك وخيبر: إنا قد أصبنا الموضع فهلموا إلينا. فكتبوا (جوابا) إليهم: انا قد استقرت بنا الدار، واتخذنا الأموال، وما أقربنا منكم، فإذا كان ذلك فما أسرعنا إليكم.
ولما كثرت أموال هؤلاء بأرض المدينة وبلغ ذلك تبع الحميري غزاهم، فتحصنوا منه، فحاصرهم، فكانوا يرقون لضعفاء أصحاب تبع فيلقون إليهم بالليل التمر والشعير. فبلغ ذلك تبع، فرق لهم وأمنهم، فنزلوا إليه.
فخلف فيهم الحيين: الأوس والخزرج، فلما كثروا كانوا يتناولون أموال اليهود فكانت اليهود تقول لهم: أما لو بعث محمد لنخرجنكم من ديارنا وأموالنا (2).