موسوعة التاريخ الإسلامي - محمد هادي اليوسفي - ج ٢ - الصفحة ٦٠٠
فلما نزل ذا الحليفة (1)... وكان قد ساق رسول الله ستا وستين بدنة (2)، فأحرم بالعمرة وأشعرها عند احرامه، وأحرم المسلمون ملبين بالعمرة مشعرين (3).
(١) في معاني الأخبار: ١٠٨، بسنده عن الصادق (عليه السلام): كان بينهما (المدينة وذي الحليفة) ستة أميال. وهو كذلك في معجم البلدان ٥: ١٥٥.
(٢) في إعلام الورى ١: ٢٠٣. سبعين بدنة وكذلك في قصص الأنبياء: ٣٤٦ ومناقب آل أبي طالب ١: ٢٠٢.
(٣) قال ابن إسحاق: وانما ساق معه الهدي وأحرم بالعمرة ليعلم الناس انه انما خرج زائرا للبيت ومعظما له، فيأمن الناس من حربه، ٣: ٣٢٢.
وروى الواقدي ٢: ٥٧٣، أن رسول الله صلى الظهر بذي الحليفة، ثم دعا بالبدن فجللت (جعل عليها الجل) ثم اشعر عددا منها بنفسه في شقها الأيمن وهن موجهات إلى القبلة... ثم أمر ناجية بن جندب باشعار ما بقى، وقلدها نعلا. فأشعر المسلمون بدنهم وقلدوهن النعال في رقابهن. ثم دخل رسول الله المسجد (؟) فصلىركعتين، ثم خرج ودعا براحلته فركبها من باب المسجد، فلما انبعثت به مستقبلة القبلة أحرم وهو يقول:
" لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك " وأحرم عامة المسلمين باحرامه. ومعه أم سلمة.
ودعا رسول الله بسر بن سفيان الكعبي فقال له: إن قريشا قد بلغها اني أريد العمرة فخبر لي خبرهم ثم القني بما يكون منهم. فتقدم بسر أمامه.
ودعا رسول الله عباد بن بشر فقدمه طليعة في عشرين فارسا من خيل المسلمين من الأنصار ومنهم محمد بن مسلمة، ومن المهاجرين ومنهم المقداد بن عمرو. وقيل: بل كان أميرهم سعد بن زيد الأشهلي.
وروى الحميري في قرب الاسناد: ٥٩، بسنده عن الصادق (عليه السلام) قال: إن رسول الله لما انتهى إلى البيداء حيث الميل قربت له ناقة فركبها، فلما انبعثت به لبى بالأربع.
وروى الكليني في فروع الكافي ٤: ٣٣٤، بسنده عنه (عليه السلام) - أيضا - قال: إنما لبى النبي في البيداء لأن الناس لم يعرفوا التلبية فأحب أن يعلمهم كيف التلبية.
وروى الطوسي في الاستبصار والتهذيب بسنده عنه (عليه السلام) قال: إن رسول الله لم يكن يلبي حتى يأتي البيداء - 2: 17 و 5: 84. والبيداء هي الصحراء أمام الحجاج بعد ذي الحليفة إلى جهة المغرب - وفاء الوفاء 2: 267.