وقال الواقدي: فحين أخبروه بفصول قريش ندب رسول الله الناس وأخبرهم الخبر وأمرهم بالجد والجهاد ووعدهم النصر إن هم صبروا واتقوا وأمرهم بطاعة الله ورسوله. وكان رسول الله يكثر مشاورتهم في الحروب، فشاورهم فقال: أنبرز لهم من المدينة؟ أم نكون فيها ونخندقها (كذا) علينا؟ أم نكون قريبا ونجعل ظهورنا إلى هذا الجبل؟ فاختلفوا: فقالت طائفة: نكون مما يلي بعاث إلى ثنية الوداع إلى الجرف (1).
فقال سلمان: يا رسول الله، إنا إذ كنا بأرض فارس وتخوفنا الخيل خندقنا علينا، فهل لك - يا رسول الله - أن نخندق؟
فأعجب رأي سلمان المسلمين.
فركب رسول الله فرسا له ومعه نفر من أصحابه من المهاجرين والأنصار فارتاد موضعا ينزله، فكان أعجب المنازل إليه أن يجعل سلعا (2) خلف ظهره