موسوعة التاريخ الإسلامي - محمد هادي اليوسفي - ج ٢ - الصفحة ٤٥٧
الله عليما حكيما * ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا) * (1) فكفر بشير ولحق بمكة.
وأنزل الله في النفر الذين أعذروا بشيرا وأتوا النبي ليعذروه قوله:
* (ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شئ وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما) * (2). ونزلت في بشير وهو بمكة: * (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) * (3).
ورواه الطوسي في " التبيان " عن عدة منهم مجاهد وعكرمة عن ابن عباس، إلا أنه قال إنهم اتهموا بذلك يهوديا يقال له زيد بن السمين، بدلا عن لبيد بن سهل. وأضاف: أن بشيرا لما مضى إلى مكة نزل على سلامة بنت سعد بن شهيد امرأة من الأنصار كانت في بني عبد الدار بمكة، فهجاها حسان بن ثابت قال:
وقد أنزلته بنت سعد وأصبحت * ينازعها جلد استها وتنازعه ظننتم بأن يخفى الذي قد صنعتم * وفينا نبي عنده الوحي واضعه فحملت رحله على رأسها وألقته بالأبطح وقالت: ما كنت تأتيني بخير، أهديت إلي شعر حسان!

(١) النساء: ١١٠ - ١١٢.
(٢) النساء: ١١٣.
(٣) النساء: ١١٥، وليس معنى هذا أن الآية ١١٤ خارجة عن السياق بل هي منه غير مذكورة في الخبر، وهي: * (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما) * ولعلها تبرئ أسيد ابن عروة وأنه ما أراد إلا الإصلاح. والخبر في تفسير القمي ١: ١٥٠ - 152.
(٤٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 ... » »»
الفهرست