وفي " وفاء الوفاء " للسمهودي قال: استظهر الشمس الذهبي: أنه (صلى الله عليه وسلم) بنى أولا بيت سودة، ثم لما احتاج إلى منزل عائشة بناه، وهكذا سائر بيوته بناها في أوقات مختلفة (1).
وسيأتي أن دخوله بعائشة كان في شهر شوال الثامن من هجرته، وكان قد تزوج بها وبسودة ودخل بها بمكة قبل الهجرة.
وقد خرجت عائشة من مكة إلى المدينة مع أخيها عبد الله وأمها أم رومان ومعهم طلحة بن عبيد الله التيمي بعد أن رجع إليهم من المدينة عبد الله بن أريقط فأخبرهم بمكان أبيهم بالسنح من المدينة (2).
أما علي (عليه السلام) فإنما حمل معه أمه فاطمة بنت أسد ومعها من بنات الرسول فاطمة وأما سائر بناته: فزينب مع زوجها أبي العاص بن الربيع، ورقية مع زوجها عثمان في هجرة الحبشة، وأما أم كلثوم فقد مر أن عكرمة كان قد طلقها ولم يذكر أنها هاجرت إلى الحبشة، ولم يذكر أن عليا (عليه السلام) حملها مع أختها فاطمة إلى المدينة. ولكن قالوا: إن رسول الله بعث أبا رافع القبطي وزيد بن حارثة الكلبي من المدينة إلى مكة فحملا إليه زوجته سودة بنت زمعة وسائر بناته (3) بل هي أم كلثوم فقط. ويبدو أن ذلك كان قبل دخوله بعائشة لما مر أن أول بيت بناه كان لسودة ثم لعائشة فيبدو أن ذلك كان في الشهر السابع رمضان قبل دخوله بعائشة في الشهر الثامن شوال، وعليه فمدة اقامته بدار أبي أيوب سبعة أشهر وفيها بنى مسجده وبيته.