أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج ٩ - الصفحة ٣١٥
صحبتهم دهرا فما نافقتهم * ولا اطبى عيني مذ فارقتهم شئ يروق العين من هذا الورى محمد المهدي من تسورا * بنفسه وقومه كل ذرى هم الشآبيب المخلاة العرى * هم الشناخيب المنيفات الذرى والناس ادحال سواهم وهوى أكرم بها من نسبة عليها * يتبعه في هديه مهديها هم السيول غامر اتيها * هم البحور زاخر اذيها والناس ضحضاح ثغاب واضا عشت كما شاء الرجا برفدهم * وفزت في ودي لهم وودهم فارقتهم لا طالبا لندهم * ان كنت أبصرت لهم من بعدهم مثلا فأغضيت على وخز السفا بنو الأميرين سليلي أحمدا * الحسنين الزاكيين محتدا ما لهم ند مواز ابدا * حاشا الأميرين الذين أوفدا علي ظلا من نعيم وغنى آيسني إن لم اقدم عملا * يمحو إذا آويت رمسي زللا لكن هما ردا رجائي كملا * هما اللذان اثبتا لي املا قد وقف الياس به على شفا كر زمان حاشدا فيلقه * وكل ما يجمعني فرقه مذ شاب من عيشي به ريقه * تلافيا العيش الذي رنقه صرف الزمان فاستساغ وحلا قد كان روضي حقبة مصردا * وموردي العذب النمير ثمدا فأنبطا لي من ندى بحر ندى * وأجريا ماء الحيا لي رغدا فاهتز غصني بعد ما كان ذوي كم أخلفتني في الدنا ذخائري * وأسلمتني للردى عشائري ومذ أجلت في الورى نواظري * هما اللذان سموا بناظري من بعد إغضائي على لذع القذى بلوت دهري والورى تجاربا * مستقصيا أباعدا أقاربا وعند ما عاد رجائي خائبا * هما اللذان عمرا لي جانبا من الرجاء كان قدما قد عفا إليهما نفسي ببدء سكنت * وامنت بما به قد امنت فأولياني نعمة قد رصنت * وقلداني منة لو قرنت بشكر اهل الأرض طرا ما وفى نجلهما المهدي من كل نكل * عن عد آلاء له عجزا وكل ولم يقم شاكلهما مهما شكل * بالعشر من معشارها وكان كالحسوة في أذي بحر قد طما أعاشني ربي مذ أعاشني * بهديه القامع ما أطاشني فلم أقل وابن النبي راشني * ان ابن ميكال الأمير انتاشني من بعد ما قد كنت كالشن اللقا امنت فيمن من يلذ به امن * فمد ضبعي وافيا بما ضمن فلم أقل ما قال غيري وامن * ومد ضبعي أبو العباس من بعد انقباض الذرع والباع الوزى كفاني المهدي عن مدحي الملا * بما به من المعالي قد علا ذاك الذي ان قال قولا فعلا * ذاك الذي ما زال يسمو للعلى بفعله حتى علا فوق العلى من زين الوجود في وجوده * وشعت السعود في سعوده يصعد حتى قبل في صعوده * لو كان يرقى أحد بجوده ومجده إلى السماء لارتقى حتام تقضي العمر في تلهف * تشكو أوارا لسراب مخلف فاقطع إلى جدواه كل نفنف * ما ان أتى بحر نداه معتفي يشكو اوارى أعيم الا ارتوى تجل أميري الحسين والحسن * من قلداني منة مدى الزمن من كان لم يفد امرأ أسدى ومن * نفسي الفداء لأميري ومن تحت السماء لأميري الفدا لست إلى كنه الثناء واصلا * ولو غدوت ابن عطاء واصلا من يقطع الشكر وكان واصلا * لا زال شكري لهما مواصلا لفظي أو يعتاقني صرف المنا فارقت أبناءهما مرتحلا * إلى الرضا وللرضا مؤملا فارقتهم على الوفا متكلا * ان الألى فارقت من غير قلى ما زاع قلبي عنهم ولا هفا نضيت غرب العزم إذ نضيته * إلى مقام للعلى ارتضيته لم اقض خوف الهون ما قضيته * لكن لي عزما إذا انتضيته لمبهم الخطب فآه فانفأى شكرا لرب لي إليهم حببا * وبعد شحطي عنهم لي قربا هيا لي ما أشتهي وسببا * فلو أشاء مد قطريه الصبا علي في ظل نعيم وغنى لكن أبت لي في النهى مكانة * ان تنبري لي بالعلى استهانة ما فتنتني بضة فتانة * ولاعبتني غادة وهنانة تضني وفي ترشافها برء الضنى لا تطبيني رخصة جللها * حسن بعين من غووا جملها تفتح من اسماعهم مقفلها * لو ناجت الأعصم لانحط لها طوع القياد من شماريخ الذرى لست أخا قلب طروب شيق * تروقه ذات شباب ريق تصبي بحسن منظر ومنطق * لو صابت القانت في مخلولق مستصعب المسلك وعر المرتقى حن وكم للشوق في حنينه * من كامن يبديه في أنينه مذ حال عما اعتاده من دينه * ألهاه عن تسبيحه ودينه تأنيسها حتى تراه قد صبا ذات طلا كم أسكرت بحبها * ما لم تكن تسكره بشربها تنفخ بالنوار من أشنبها * كأنما الصهباء مقطوب بها ماء جنى ورد إذا الليل غسا

(1) استمال.
(2) حفر كالهوى.
(3) جمع هوة.
(4) القصير.
(5) القدر.
(6) شقة فانشق.
(7) من الصبوة.
(8) عادته.
(9) ممزوج.
(٣١٥)
مفاتيح البحث: الشكر (1)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»
الفهرست