وذكر الواقدي وغيره: أنه لما كانت سنة خمسين أمر معاوية بن أبي سفيان بحمل المنبر إلى الشام وقال: لا يترك هو وعصا النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة (1) وهم قبله (2) عثمان رضي الله تبارك وتعالى عنه فطلب العصا - يعني العنزة وهي عند سعد القرظ فلما حرك المنبر ليخرج من موضعه كسفت الشمس حتى رؤيت النجوم بادية فأعظم الناس ذلك فترك المنبر على حاله.
وقيل: بل أتاه جابر بن عبد الله وأبو هريرة رضي الله تبارك وتعالى عنهما فقالا له: يا أمير المؤمنين لا يصلح أن تخرج منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من موضع وضعه فيه ولا تنقل عصاه إلى الشام فترك المنبر وزاد فيه ست درجات واعتذر مما صنع (3) وذكر ابن زبالة من حديث عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال: بعث معاوية بن أبي سفيان رضي الله تبارك وتعالى عنه إلى مروان بن الحكم عامله على المدينة يأمره أن يحمل إليه منبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ما وضعه فأمر به أن يقلع فاظلمت المدينة وأصابتهم ريح شديدة فخرج مروان فخطب فقال: يا أهل المدينة إنكم تزعمون أن أمير المؤمنين بعث إلى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليزيله وأمير المؤمنين أعلم بالله من أن يغير منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ما وضعه عليه إنما أمرني أن أكرمه وأرفعه ودعا نجارا وكان ثلاث درجات فزاد فيه الزيادة التي هو عليها اليوم ووضعه موضعه وكان من طرفاء الغابة (4).
وعن عبد الله بن زياد عن ابن فطن قال: قلع مروان بن الحكم منبر النبي صلى الله عليه وسلم وكان درجتين والمجلس وأراد أن يبعث به إلى معاوية