قال وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل فذكر عن منصور عن أبي رزين قال لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يطلق أزواجه قلن له افرض لنا من نفسك ومالك ما شئت فأمره الله تعالى فأوى أربعا وأرجأ خمسا.
وذكر حديث هشام بن عروة عن عائشة رضي الله تبارك وتعالى عنها أنها قالت أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل حتى أنزل الله تعالى:
﴿ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء﴾ (١) فقالت إن ربك ليسارع في هواك.
وذكر من طريق ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله تعالى: ﴿ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء﴾ (٢) قال كان أزواجه تغايرن على النبي صلى الله عليه وسلم فهجرهن شهرا ثم نزل التخيير من الله تعالى فيهن ﴿يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا * وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما * يا نساء النبي من يأت منكن فاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا * ومن يقنت؟؟ منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين واعتدنا لها رزقا كريما * يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا * وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ (3).
فخيرهن أن يخلي سبيلهن ويسرحهن وبين أن يقمن إن أردن الله ورسوله على إنهن أمهات المؤمنين لا ينكحن أبدا وعلى أنه يؤوي إليه من يشاء منهن ممن وهبت نفسها له حتى يكون هو يرفع رأسه إليها ويرجي من يشاء حتى يكون هو يرفع رأسه إليها، ومن ابتغى ممن هي عنده وعزل فلا