رسول الله بأبي أنت وأمي فأخبرته قال فأنت السواد الذي رأيت أمامي قلت نعم فلهدني في صدري لهدة أوجعتني ثم قال أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟ قالت مهما يكتم الناس يعلمه الله نعم قال فإن جبريل عليه السلام أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك فأجبته فأخفيته منك ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي فقال إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم قالت: قلت:
كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون.
وأخرجه النسائي (1) أيضا من طريق حجاج الأعور عن ابن جريج قال أخبرني عبد الله بن أبي مليكة أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة يقول:
سمعت عائشة تحدث قلت: ألا أحدثكم عني وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلنا بلى الحديث بطوله.
هذا الحديث لعائشة أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله واضح في الدلالة وضوحا أكثر من غيره وأما الآية فقد اختلف في تأويل قوله تعالى:
(ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء) فقال قوم عني بقوله:
(ترجي) تؤخر وبقوله (تؤوي) تضم فعن ابن عباس (ترجي من تشاء منهن) يقول تؤخر وعن مجاهد تعزل بغير طلاق من أزواجك من تشاء (وتؤوي إليك من تشاء) تردها إليك.
وعن قتادة قال فجعله من ذلك في حل أن يدع من يشاء منهن ويأتي من يشاء بغير قسم وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقسم.
وعن ابن زيد قال لما أشفقن أن يطلقهن قلن يا نبي الله اجعل لنا من مالك ونفسك ما شئت فكان ممن أرجأ منهن سودة بنت زمعة وجويرية،