الفرات أبو الحسين أحمد بن يحيى بن أبي البغل، وكان أخوه أبو الحسن بن أبي البغل مقيما بأصبهان فسعى أخوه له في الوزارة هو وأم موسى القهرمانة، فأذن المقتدر في حضوره ليتولى الوزارة فحضر فلما بلغ ذلك الخاقاني انحلت أموره فدخل على الخليفة وأخبره بذلك فأمره بالقبض على أبي الحسن وأبي الحسين أخيه فقبض على أبي الحسن وكتب في القبض على أبي الحسين فقبض أيضا، ثم خاف القهرمانة فأطلقهما واستعملهما.
ثم أن أمور الخاقاني انحلت لأنه كان ضجورا ضيق الصدر مهملا لقراءة كتب العمال وجباية الأموال، وكان يتقرب إلى الخاصة والعامة فمنع خدم السلطان وخواصه أن يخاطبوه بالعبد، وكان إذا رأى جماعة من الملاحين والعامة يصلون جماعة ينزل ويصلي معهم وإذا سأله أحد حاجة دق صدره وقال نعم وكرامة، فسمي دق صدره إلا أنه قصر في إطلاق الأموال للفرسان والقواد فنفروا عنه واتضعت الوزارة بفعله ما تقدم.
وكان أولاده قد تحكموا عليه فكل منهم يسعى لمن يرتشي منه، وكان يولي في الأيام القليلة العمال، فاجتمعوا في الطريق فعرضوا توقيعاتهم فسار الأخير منهم وعاد الباقون يطلبون ما خدمهم به أولاده فقيل فيه:
(وزير قد تكامل في الرقاعة * يولي ثم يعزل بعد ساعة) (إذا أهل الرشا اجتمعوا لديه * فخير القوم أوفرهم بضاعه)