بسم الله الرحمن الرحيم مسألة تحريم الفقاع إملاء سيدنا الشيخ الأجل أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه الله. (1) الحمد لله رب العالمين والصلاة على خير خلقه محمد وآله الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
جرت مسألة بالحضرة العادلة القاهرة المنصورة ولية النعم الوزيرية السلطانية شيد الله أركانها وأعلى بنيانها وبسط سلطانها ونشر راياتها وكبت أعداء دولتها وجاري (2) نعمها كهف أهل العلم وملجأ أهل الفضل الذي قويت الآمال بأيامها وانتشرت النعم (3) بحسن رعايتها فلا زالت أيامها نضرة (4) وأنعامها (5) متبعة حتى يبلغها غاية الآمال ويعمرها افسح الآجال إنه ولي ذلك والقادر عليه في تحريم الفقاع على مذهب أصحابنا وتشددهم في شربه وإلحاقهم إياه بالخمر المجمع على تحريمها وقلت في الحال ما حضرني وذكرت ما قال صاحبنا (6) فيه.
وسنح لي فيما بعد أن أذكر هذه المسألة مشروحة وأذكر الأدلة على حظرها وأورد الروايات المتضمنة لتحريمها من جهة الخاصة والعامة وما يمكن الاعتماد عليه من الاعتبار فيه والله تعالى موفق لذلك بلطفه ومنه.
من الأدلة على تحريم هذا الشراب إجماع الإمامية على ذلك وقد ثبت أن إجماعهم حجة لكون الإمام المعصوم فيهم ودخول من قوله حجة في جملتهم ومن