فهذا وأحزابه لا يحتج بهم لأنهم يكذبون من حيث لا يعلمون.
أخبرنا محمد بن سعيد القزاز، حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا نعم بن حماد، قال:
سمعت يحيى بن حسان يقول: جاء قوم ومعهم جزء فقالوا: سمعناه من ابن لهيعة، فنظرت فيه فإذا ليس فيه حديث واحد من حديث ابن لهيعة، فقمت فجلست إلى ابن لهيعة فقلت: أي شئ ذا الكتاب الذي حدثت به ليس ها هنا في الكتاب حديث من حديثك، ولا سمعتها أنت قط؟ قال: ما أصنع بهم يجيئون (1) بكتاب فيقولون: هذا من حديثك فأحدثهم به.
أخبرنا [عمر بن محمد] الهمداني، حدثنا عمرو بن علي (2) قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: كنا عند شيخ من أهل مكة أنا وحفص بن غياث، وإذا أبو شيخ جارية (3) ابن هرم يكتب عنه، فجعل حفص يضع له الحديث ويقول: حدثتك عائشة بنت طلحة عن عائشة بكذا. فيقول: حدثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة بكذا. ثم يقول له:
وحدثك القاسم بن محمد بن عائشة بكذا، فيقول: حدثنا القاسم عن عائشة بكذا، ويقول: حدثك سعيد بن جبير عن ابن عباس بمثله، فيقول: حدثني سعيد بن جبير عن ابن عباس، فلما فرغ ضرب حفص بيده إلى ألواح جارية فمحاها، فقال: تحسدوني.
فقال له حفص: لا ولكن هذا كذب، فقلت ليحيى: من الرجل؟ فلم يسمه. فقلت له يوما: يا أبا سعيد: لعل عندي عن هذا الشيخ ولا أعرفه قال: هو موسى بن دينار (1).