وجد، ولو جئنا إلى شئ يكذب فسرناه عليه لصلابته في السنة، فإن ذلك ذريعة إلى أن يوثق مثله من أهل الرأي والدين لا يوجب إلا قول الحق فيمن يجب وسواء كان سنيا أو انتحل مذهبا غير السنة إذا تأمل هذه الأحاديث استدل بها على ماروا لم يذكرها ولم يشك أنها من عمله - ونسأل الله عز وجل إسبال الستر بمنه.
سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الضبعي يقول: كنت في دار أحمد بن سهل ننتظر الاذان مع محمد بن إسحاق بن خزيمة وجماعة من المشايخ ومعنا أبو بشر المروزي فذكر أبو علي الجباري " باب اليمين مع الشاهد " فذكر كل واحد منا بعض ما فيه فقال: أبو بشر روى نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس: " أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد " فقال محمد بن إسحاق بن خزيمة: ليس من هذا شئ إنما هو البينة على المدعى واليمين على من أنكر، فقلت: قليلا قليلا لمحمد بن إسحاق; روى شيخ هذا الحديث عن القعنبي عن نافع بن عمر بهذا اللفظ، فقال من هو؟ فقلت:
حدثنا موسى بن الحسن بن عباد، ثنا القعبي، ثنا نافع بن عمر فسمعه أبو بشر فقال: هذا الحديث فلما افترقنا حضرني أبو بشر داري فقال: أحب أن تعطيني كل ما سمعت من موسى بن الحسن ببغداد حتى أنسخه; قلت: وكيف تنسخه؟ قال: قد سمعت حديث هذا الشيخ كله على الوجه فجعلت أعتل عليه وجعل يلح، فلما اضطرني الامر قلت له:
أدلك على رجل دخل بغداد قبلك وبعدك وكتب الكثير بها، فقال: من؟ فقلت:
أبو علي الثقفي، فقال: أحب أن تقوم معي إليه فنسأله، وأردت أخلص نفسي منه حيث أحلته على غيري فلم يزل يسألني حتى ذهبت معه إلى أبى على الثقفي فقال له: أحب أن تخرج إلى كل ما سمعت ببغداد من موسى بن الحسن وبشر بن موسى وغيرهما من مشايخ بغداد حتى أنسخه على الوجه فإني سمعت حديث مشايخ بغداد على الوجه; وتوهمت أن أبا على الثقفي يقول له من جهة التقوى: إنه لا يحل هذا، فقال أبو علي: كتبي مخلطة بعضها ببعض; فلما رأيته لم يصرح له بالحق غضبت وقلت: أنا أدخل وأميز