تفسير الرازي - الرازي - ج ٤ - الصفحة ٥٦
ما كنت حيا ثم يعمره من بعدك الأمم والقرون والأنبياء من ولدك أمة بعد أمة وقرنا بعد قرن ونبيا بعد نبي حتى ينتهي بعد ذلك إلى نبي من ولدك يقال له محمد عليه السلام وهو خاتم النبيين فأجعله من سكانه وعماره وحماته وولاته فيكون أميني عليه ما دام حيا، فإذا انقلب إلي وجدني قد ادخرت له من أجره ما يتمكن به من القربة إلى الوسيلة عندي واجعل اسم ذلك البيت وذكره وشرفه ومجده وسناه وتكرمته لنبي من ولدك يكون قبل هذا النبي وهو أبوه، يقال له إبراهيم أرفع له قواعده وأقضي على يديه عمارته وأعلمه مشاعره ومناسكه وأجعله أمة واحدة قانتا قائما بأمري داعيا إلى سبيلي أجتبيه وأهديه إلى صراط مستقيم أبتليه فيصبر وأعافيه فيشكر، وآمره فيفعل وينذر لي فيفي ويدعوني فأستجيب دعوته في ولده وذريته من بعده وأشفعه فيهم وأجعلهم أهل ذلك البيت وولاته وحماته وسقاته وخدامه وخزانه وحجابه حتى يبدلوا أو يغيروا وأجعل إبراهيم إمام ذلك البيت وأهل تلك الشريعة يأتم به من حضر تلك المواطن من جميع الجن والإنس. وعن عطاء قال: أهبط آدم بالهند فقال: يا رب مالي لا أسمع صوت الملائكة كما كنت أسمعها في الجنة؟ قال: بخطيئتك يا آدم فانطلق إلى مكة فابن بها بيتا تطوف به كما رأيتهم يطوفون فانطلق إلى مكة فبنى البيت، فكان موضع قدمي آدم قرى وأنهارا وعمارة وما بين خطاه مفاوز فحج آدم البيت من الهند أربعين سنة، وسأل عمر كعبا فقال: أخبرني عن هذا البيت فقال إن هذا البيت أنزله الله تعالى من السماء ياقوتة مجوفة مع آدم عليه السلام، فقال:
يا آدم إن هذا بيتي فطف حوله وصل حوله كما رأيت ملائكتي تطوف حول عرشي وتصلي ونزلت معه الملائكة فرفعوا قواعده من حجارة، فوضع البيت على القواعد فلما أغرق الله قوم نوح رفعه الله وبقيت قواعده. وعن علي رضي الله عنه قال: البيت المعمور بيت في السماء يقال له الضراح، وهو بحيال الكعبة من فوقها حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة لا يعودون فيه أبدا، وذكر علي رضي الله عنه أنه مر عليه الدهر بعد بناء إبراهيم فانهدم فبنته العمالقة ومر عليه الدهر فانهدم فبنته جرهم ومر عليه الدهر فانهدم فبنته قريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ شاب، فلما أرادوا أن يرفعوا الحجر الأسود اختصموا فيه فقالوا: يحكم بيننا أول رجل يخرج من هذه السكة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من خرج عليهم فقضى بينهم أن يجعلوا الحجر في مرط ثم ترفعه جميع القبائل فرفعوه كلهم فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه، وعن الزهري قال: بلغني أنهم وجدوا في مقام إبراهيم عليه السلام ثلاث صفوح في كل صفح منها كتاب، في الصفح الأول: أنا الله ذو بكة صنعتها يوم
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) الآية 2
2 فضل النية 4
3 تفسير قوله صلى الله عليه وسلم (نية المؤمن خير من عمله) 5
4 أقسام الأعمال 6
5 قوله تعالى (وقالت اليهود ليست النصارى على شئ) 7
6 قوله تعالى (ومن أظلم ممن منع مساجد الله) الآية 9
7 أحكام المساجد 13
8 حكم دخول الكافر المسجد 18
9 قوله تعالى (ولله المشرق والمغرب) الآية 20
10 نفي التجسيم وإثبات التنزيه 23
11 قوله تعالى (وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه) الآية 25
12 قوله تعالى (وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله) الآية 31
13 قوله تعالى (إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا) الآية 33
14 قوله تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى) الآية 34
15 قوله تعالى (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته) الآية 35
16 قوله تعالى (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي) الآية 36
17 قوله تعالى (وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن) الآية 36
18 قوله تعالى (إني جاعلك للناس إماما) 43
19 قوله تعالى (قال لا ينال عهدي الظالمين) عصمة الأنبياء 48
20 قوله تعالى (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس) 50
21 مقام إبراهيم عليه السلام 53
22 فضائل الحجر والمقام 57
23 قوله تعالى (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا) الآية 59
24 قوله تعالى (وإذ يرفع إبراهيم القواعد 62
25 قوله تعالى (وأرنا مناسكنا) الآية 68
26 الجواب على من جوز الذنب على الأنبياء 70
27 قوله تعالى (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم) الآية 72
28 قوله تعالى (ومن يرغب عن ملة إبراهيم) 76
29 قوله تعالى (إذ قال له ربه أسلم) الآية 79
30 قوله تعالى (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب) الآية 80
31 قوله تعالى (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت) الآية 81
32 الدلالة على بطلان التقليد 87
33 قوله تعالى (وقالوا كونوا هودا أو نصارى) الآية 89
34 قوله تعالى (بل ملة إبراهيم حنيفا) الآية 90
35 قوله تعالى (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) الآية 91
36 قوله تعالى (فان آمنوا بمثل ما آمنتم به) 93
37 قوله تعالى (وان تولوا فإنما هم في شقاق) 94
38 قوله تعالى (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة) الآية 95
39 قوله تعالى (أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم) الآية 97
40 قوله تعالى (أم تقولون ان إبراهيم وإسماعيل) الآية 98
41 قوله تعالى (قل أأنتم أعلم أم الله) الآية 99
42 قوله تعالى (ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله) الآية 99
43 قوله تعالى (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت) الآية 100
44 قوله تعالى (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم) الآية 101
45 القبلة 103
46 قوله تعالى (قل الله المشرق والمغرب) 104
47 قوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) 108
48 الدليل على أن فعل العبد مخلوق لله تعالى 109
49 الدليل على أن اجماع الأمة حجة 110
50 قوله تعالى (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها) الآية 115
51 قوله تعالى (إلا لنعلم من يتبع الرسول) 116
52 قوله تعالى (إلا على الذين هدى الله) 119
53 قوله تعالى (وما كان الله ليضيع إيمانكم) 119
54 قوله تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء) الآية 122
55 تحويل القبلة 123
56 قوله تعالى (فلنولينك قبلة ترضاها) الآية 125
57 قوله تعالى (فول وجهك شطر المسجد الحرام) الآية 126
58 دلائل القبلة 130
59 قوله تعالى (وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره) الآية 138
60 قوله تعالى (ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب) الآية 139
61 قوله تعالى (وما أنت بتابع قبلتهم) الآية 141
62 قوله تعالى (وما بعضهم بتابع قبلة بعض 142
63 قوله تعالى (من بعد ما جاءك من العلم) 143
64 قوله تعالى (إنك إذا لمن الظالمين) الآية 143
65 قوله تعالى (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه) الآية 144
66 قوله تعالى (الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) 145
67 قوله تعالى (ولكل وجهة هو موليها) 147
68 قوله تعالى (فاستبقوا الخيرات) الآية 149
69 قوله تعالى (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا) الآية 153
70 قوله تعالى (ومن حيث خرجت فول وجهك) الآية 154
71 قوله تعالى (وما الله بغافل عما تعملون) 156
72 قوله تعالى (لئلا يكون للناس عليكم حجة) الآية 156
73 قوله تعالى (فلا تخشوهم واخشوني) 158
74 قوله تعالى (ولأتم نعمتي عليكم) الآية 158
75 قوله تعالى (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم) 159
76 قوله تعالى (يتلو عليكم آياتنا) الآية 160
77 قوله تعالى (فاذكروني أذكركم) الآية 161
78 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة) الآية 162
79 قوله تعالى (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات) الآية 163
80 قوله تعالى (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع) الآية 168
81 فضيلة الصبر 171
82 قوله تعالى (الذين إذا أصابتهم مصيبة) 173
83 قوله تعالى (إنا لله وإنا إليه راجعون) 174
84 قوله تعالى (إن الصفا والمروة من شعائر الله) الآية 176
85 قوله تعالى (ومن تطوع خيرا) الآية 181
86 قوله تعالى (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات) الآية 182
87 قوله تعالى (إلا الذين تابوا وأصلحوا) 186
88 معنى الخلود 188
89 قوله تعالى (وإلهكم إله واحد) الآية 190
90 قوله تعالى (إن في خلق السماوات والأرض) الآية 200
91 الفصل الأول: في ترتيب الأفلاك 203
92 أعداد الأفلاك 204
93 الفصل الثاني: في معرفة الأفلاك 207
94 الفصل الثالث: في مقادير الحركات 209
95 الفصل الرابع: في كيفية الاستدلال على وجود الصانع 211
96 الفصل الأول في بيان أحوال الأرض 214
97 المواضع العديمة العرض 214
98 المواضع التي لها عرض 214
99 كرية الأرض 217
100 الفصل الثاني في الاستدلال بأحوال الأرض على وجود الصانع تعالى 218
101 اختلاف الليل والنهار 218
102 ذكر البحور 220
103 الاستدلال بجريان الفلك في البحر على وجود الصانع تعالى 222
104 تصريف الرياح 226
105 قوله تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا) الآية 229
106 قوله تعالى (والذين آمنوا أشد حبا لله) 231
107 معنى الشوق إلى الله تعالى 233
108 قوله تعالى (ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب) الآية 235
109 قوله تعالى (وتقطعت بهم الأسباب) 237
110 قوله تعالى (كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات) الآية 239
111 قوله تعالى (وما هم بخارجين من النار) 239