هذه الإضاعة. وثانيها: أنه لرؤف رحيم فلذلك ينقلكم من شرع إلى شرع آخر وهو أصلح لكم وأنفع في الدين والدنيا. وثالثها: قال: * (وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله) * فكأنه تعالى قال: وإنما هداهم الله ولأنه رؤوف رحيم.
المسألة الثالثة: قرأ عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم: * (رؤوف رحيم) * مهموزا غير مشبع على وزن رعف والباقون * (رؤوف) * مثقلا مهموزا مشبعا على وزن رعوف وفيه أربع لغات رئف أيضا كحزر، ورأف على وزن فعل.
المسألة الرابعة: استدلت المعتزلة بهذه الآية على أنه تعالى لا يخلق الكفر ولا الفساد قالوا لأنه تعالى بين أنه بالناس لرؤف رحيم، والكفار من الناس فوجب أن يكون رؤفا رحيما بهم، وإنما يكون كذلك لو لم يخلق فيهم الكفر الذي يجرهم إلى العقاب الدائم والعذاب السرمدي، ولو لم يكلفهم ما لا يطيقون فإنه تعالى لو كان مع مثل هذا الإضرار رؤفا رحيما فعلى أي طريق يتصور أن لا يكون رؤفا رحيما واعلم أن الكلام عليه قد تقدم مرارا والله أعلم.
* (قد نرى تقلب وجهك في ا السمآء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون) * اعلم أن قوله: * (قد نرى تقلب وجهك في السماء) * فيه قولان:
القول الأول: وهو المشهور الذي عليه أكثر المفسرين أن ذلك كان لانتظار تحويله من بيت المقدس إلى الكعبة، والقائلون بهذا القول ذكروا وجوها. أحدها: أنه كان يكره التوجه إلى بيت المقدس، ويحب التوجه إلى الكعبة، إلا أنه ما كان يتكلم بذلك فكان يقلب وجهه في السماء لهذا المعنى، روى عن ابن عباس أنه قال: " يا جبريل وددت أن الله تعالى صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها فقد كرهتها " فقال له جبريل: " أنا عبد مثلك فاسأل ربك ذلك " فجعل رسول الله