آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون (56) فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين (57) وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين (58) قوله تعالى: (أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون) فيه قولان:
أحدهما: وأنتم تعلمون أنها فاحشة.
والثاني: وبعضكم يبصر بعضا.
قوله تعالى: (بل أنتم قوم تجهلون) قال ابن عباس: تجهلون القيامة وعاقبة العصيان.
قوله تعالى: (قدرناها من الغابرين) أي: جعلناها بتقديرنا وقضائنا عليها من الباقين في العذاب. وقرأ أبو بكر عن عاصم: " قدرناها " خفيفة، وهي في معنى المشددة. وباقي القصة قد تقدم تفسيره.
قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى الله خير أما يشركون (59) أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون (60) أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون (61) قوله تعالى: (قل الحمد لله) هذا خطاب لرسول الله [صلى الله عليه وسلم] أمر أن يحمد الله على هلاك الأمم الكافرة، وقيل: على جميع نعمه، (وسلام على عباده، الذين اصطفى) فيهم أربعة أقوال:
أحدها: الرسل، رواه أبو صالح عن ابن عباس، وروى عنه عكرمة، قال: اصطفى إبراهيم بالخلة، وموسى بالكلام، ومحمدا بالرؤية.
والثاني: أنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، رواه أبو مالك عن ابن عباس، وبه قال السدي.
والثالث: أنهم الذين وحدوه وآمنوا به، رواه عطاء عن ابن عباس.
والرابع: أنه محمد صلى الله عليه وسلم، قاله ابن السائب.
قوله تعالى: (الله خير أما يشركون) قال أبو عبيدة: مجازه: أو ما تشركون، وهذا خطاب