حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عمرو، عن أسباط، عن السدي، قال: لما حضر الموت يعقوب، أوصى إلى يوسف أن يدفنه عند إبراهيم وإسحاق، فلما مات نفخ فيه المر وحمله إلى الشام، قال: فلما بلغوا إلى ذلك المكان أقبل عيص أخو يعقوب، فقال:
غلبني على الدعوة، فوالله لا يغلبني على القبر فأبى أن يتركهم أن يدفنوه. فلما احتبسوا قال هشام بن دان بن يعقوب وكان هشام أصم لبعض إخوته: ما لجدي لا يدفن؟ قالوا: هذا عمك يمنعه. قال: أرونيه أين هو فلما رآه، رفع هشام يده فوجأ بها رأس العيص وجأة سقطت عيناه على فخذ يعقوب، فدفنا في قبر واحد. القول في تأويل قوله تعالى:
(ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون) يقول تعالى ذكره: هذا الخبر الذي أخبرتك به من خبر يوسف ووالده يعقوب وإخوته وسائر ما في هذه السورة من أنباء الغيب يقول: من أخبار الغيب الذي لم تشاهده، ولم تعاينه، ولكنا نوحيه إليك ونعرفكه، لنثبت به فؤادك، ونشجع به قلبك، وتصبر على ما نالك من الأذى من قومك في ذات الله، وتعلم أن من قبلك من رسل الله إذ صبروا على ما نالهم فيه، وأخذوا بالعفو، وأمروا بالعرف، وأعرضوا عن الجاهلين، فازوا بالظفر، وأيدوا بالنصر، ومكنوا في البلاد، وغلبوا من قصدوا من أعدائهم وأعداء دين الله. يقول الله تبارك و تعالى لنبيه محمد (ص): فيهم يا محمد فتأس، وآثارهم فقص. وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون يقول: وما كنت حاضرا عند إخوة يوسف، إذ أجمعوا واتفقت آراؤهم وصحت عزائمهم على أن يلقوا يوسف في غيابة الجب، وذلك كان مكرهم الذي قال الله عز وجل وهم يمكرون. كما:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعي، عن قتادة، قوله: وما كنت لديهم يعني محمدا (ص)، يقول: ما كنت لديهم وهم يلقونه في غيابة الجب وهم يمكرون: أبي بيوسف.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس: وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون...
الآية، قال: هم بنو يعقوب. القول في تأويل قوله تعالى: