أجفؤها: إذا أخرجت جفاءها، وهو الزبد الذي يعلوها، وأجفأتها إجفاء لغة. قال: وقالوا:
جفأت الرجل جفا: صرعته.
وقيل: فيذهب جفاء بمعنى جفئا، لأنه مصدر من قول القائل: جفأ الوادي غثاءه، فخرج مخرج الاسم وهو مصدر، كذلك تفعل العرب في مصدر كل ما كان من فعل شئ اجتمع بعضه إلى بعض كالقماش والدقاق والحطام والغثاء، تخرجه على مذهب الاسم، كما فعلت ذلك في قولهم: أعطيته عطاء، بمعنى الاعطاء، ولو أريد من القماش المصدر على الصحة لقيل: قد قمشته قمشا. القول في تأويل قوله تعالى:
(للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد) يقول تعالى ذكره: أما الذين استجابوا لله فآمنوا به حين دعاهم إلى الايمان به وأطاعوه فاتبعوا رسوله وصدقوه فيما جاءهم به من عند الله، فإن لهم الحسنى، وهي الجنة. كذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: للذين استجابوا لربهم الحسنى وهي الجنة.
وقوله: والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به يقول تعالى ذكره: وأما الذين لم يستجيبوا له حين دعاهم إلى توحيده والاقرار بربوبيته، ولم يطيعوه فيما أمرهم به، ولم يتبعوا رسوله فيصدقوه فيما جاءهم به من عند ربهم، فلو أن لهم ما في الأرض جميعا من شئ ومثله معه ملكا لهم ثم مثل ذلك وقبل ذلك منهم بدلا من العذاب الذي أعده الله لهم في نار جهنم وعوضا لافتدوا به أنفسهم منه، يقول الله: أولئك لهم سوء الحساب يقول: هؤلاء الذين لم يستجيبوا لله لهم سوء الحساب:
يقول: لهم عند الله أن يأخذهم بذنوبهم كلها، فلا يغفر لهم منها شيئا، ولكن يعذبهم على جميعها. كما:
حدثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا يونس بن محمد، قال: ثنا عون، عن فرقد السبخي، قال: قال لنا شهر بن حوشب: سوء الحساب أن لا يتجاوز لهم عن شئ.