العرب في كل مصدر وضعته موضع يفعل ويفعل، فإنها تنصب، كقولهم: حمدا لله وشكرا له، بمعنى: أحمد الله وأشكره والعرب تقول في ذلك: معاذ الله، ومعاذة الله، فتدخل فيه هاء التأنيث كما يقولون: ما أحسن معناه هذا الكلام، وعوذ الله، وعوذة الله، وعياذ الله، ويقولون: اللهم عائذا بك، كأنه قيل: أعوذ بك عائذا، أو أدعوك عائذا. أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده يقول: أستجير بالله من أن نأخذ بريئا بسقيم. كما:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق: قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون يقول: إن أخذنا غير الذي وجدنا متاعنا عنده أنا إذا نفعل ما ليس لنا فعله، ونجور على الناس.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عمرو، عن أسباط، عن السدي: قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون قال يوسف: إذا أتيتم أباكم فاقرأوه السلام، وقولوا له: إن ملك مصر يدعو لك أن لا تموت حتى ترى ابنك يوسف، حتى يعلم أن في أرض مصر صديقين مثله. القول في تأويل قوله تعالى:
(فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين) يعني تعالى ذكره: فلما استيأسوا منه فلما يئسوا منه من أن يخلى يوسف عن بنيامين ويأخذ منهم واحدا مكانه وأن يجيبهم إلى ما سألوه من ذلك. وقوله: استيأسوا استفعلوا، من يئس الرجل من كذا ييأس. كما:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق: فلما استيأسوا منه يئسوا منه ورأوا شدته في أمره.
وقوله: خلصوا نجيا يقول بعضهم لبعض: يتناجون، لا يختلط بهم غيرهم.
والنجي جماعة القوم المنتجين يسمى به الواحد والجماعة، كما يقال: رجل عدل ورجال