سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار قال: من هو مستخف في بيته، وسارب بالنهار: ذاهب على وجهه علمه فيهم واحد.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: سواء منكم من أسر القول ومن جهر به يقول: السر والجهر عنده سواء.
ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار أما المستخفي ففي بيته، وأما السارب: الخارج بالنهار حيثما كان المستخفي غيبه الذي يغيب فيه والخارج عنده سواء.
قال: ثنا الحماني، قال: ثنا شريك، عن خصيف، في قوله: مستخف بالليل قال: راكب رأسه في المعاصي. وسارب بالنهار قال: ظاهر بالنهار.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: سواء منكم من أسر القول ومن جهر به كل ذلك عنده تبارك وتعالى سواء السر عنده علانية.
قوله: ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار: أي في ظلمه الليل، وسارب: أي ظاهر بالنهار.
حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا شريك، عن خصيف، عن مجاهد وعكرمة: وسارب بالنهار قال: ظاهر بالنهار.
ومن في قوله: من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل رفع الأولى منهن بقوله سواء، والثانية معطوفة على الأولى والثالثة على الثانية. القول في تأويل قوله تعالى:
(له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال) اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: لله تعالى ذكره معقبات، قالوا: الهاء في قوله له من ذكر اسم الله، والمعقبات التي تتعقب على العبد وذلك أن ملائكة الليل إذا صعدت بالنهار أعقبتها ملائكة النهار، فإذا انقضى النهار صعدت ملائكة