قال: مالك أجشمت؟ قال: وضعت يدي على قائم سيفي فيبست، فما قدرت على أن أحلي ولا أمر ولا أحركها. قال: فخرجا فلما كانا بالحرة سمع بذلك سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، فخرجا إليهما، على كل واحد منهما لامته ورمحه بيده وهو متقلد سيفه، فقالا لعامر بن الطفيل: يا أعور يا خبيث يا أملخ، أنت الذي تشترط على رسول الله (ص)؟
لولا أنك في أمان من رسول الله (ص) ما رمت المنزل حتى ضربت عنقك، ولكن لا تستبقين وكان أشد الرجلين عليه أسيد بن الحضير، [فقال: من هذا؟ فقالوا: أسيد بن حضير]، فقال: لو كان أبوه حيا لم يفعل بي هذا. ثم قال لأربد: اخرج أنت يا أربد إلى ناحية عذبة، وأخرج أنا إلى نجد، فنجمع الرجال فنلتقي عليه. فخرج أربد حتى إذا كان بالرقم بعث الله سحابة من الصيف فيها صاعقة فأحرقته. قال: وخرج عامر، حتى إذا كان بواد يقال له الجرير، أرسل الله عليه الطاعون، فجعل يصيح: يا آل عامر، أغدة كغدة البكر تقتلني، يا آل عامر أغدة كغدة البكر تقتلني، وموت أيضا في بيت سلولية وهي امرأة من قيس، فذلك قول الله: سواء منكم من أسر القول ومن جهر به فقرأ حتى بلغ: يحفظونه تلك المعقبات من أمر الله، هذا مقدم ومؤخر لرسول الله (ص) معقبات يحفظونه من بين يديه ومن خلفه تلك المعقبات من أمر الله. وقال لهذين: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فقرأ حتى بلغ: ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء... الآية، فقرأ حتى بلغ: وما دعاء الكافرين إلا في ضلال. قال وقال لبيد في أخيه أربد، وهو يبكيه:
أخشى على أربد الحتوف ولا * أرهب نوء السماك والأسد فجعني الرعد والصواعق * بالفارس يوم الكريهة النجد قال أبو جعفر: وهذا القول الذي قاله ابن زيد في تأويل هذه الآية قول بعيد من تأويل الآية مع خلافه أقوال من ذكرنا قوله من أهل التأويل، وذلك أنه جعل الهاء في قوله: له