قتلها قتل الرجل ولده من أجل أن يطعم معه والفرار من الزحف والزنا بحليلة الجار وإذا كان ذلك كذلك صح كل خبر روي عن رسول الله (ص) في معنى الكبائر وكان بعضه مصدقا بعضا وذلك أن الذي روي عن رسول الله (ص) أنه قال هي سبع يكون معنى قوله حينئذ هي سبع على التفصيل ويكون معنى قوله في الخبر الذي روي عنه أنه قال هي الاشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقول الزور على الاجمال إذ كان قوله وقول الزور يحتمل معاني شتى وأن يجمع جميع ذلك قول الزور وأما خبر ابن مسعود الذي ثنى به الفريابي على ما ذكرت فإنه عندي غلط من عبيد الله ابن محمد لان الاخبار المتظاهرة من الأوجه الصحيحة عن ابن مسعود عن النبي (ص) بنحو الرواية التي رواها الزهري عن ابن عيينة ولم يقل أحد منهم في حديثه عن ابن مسعود أن النبي (ص) سئل عن الكبائر فنقلهم ما نقلوا من ذلك عن ابن مسعود عن النبي (ص) أولى بالصحة من نقل الفريابي فمن اجتنب الكبائر التي وعد الله مجتنبها تكفير ما عداها من سيئاته وادخاله مدخلا كريما وأدى فرائضه التي فرضها الله عليه وجد الله لما وعده من وعد منجزا وعلى الوفاء به ذائبا وأما قوله نكفر عنكم سيئاتكم فإنه يعني به نكفر عنكم أيها المؤمنون باجتنابكم كبائر ما ينهاكم عنه ربكم صغائر سيئاتكم يعني صغائر ذنوبكم كما.
حدثني محمد بن الحسن قال ثنا أحمد بن مفضل قال ثنا أسباط عن السدي نكفر عنكم سيئاتكم الصغائر.
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ثنا ابن علية عن ابن عون عن الحسن أن ناسا لقوا عبد الله بن عمرو بمصر فقالوا نرى أشياء من كتاب الله أمر أن يعمل بها لا يعمل بها وأردنا أن نلقى أمير المؤمنين في ذلك فقدم وقدموا معه فلقيه عمر رضي الله عنه فقال متى قدمت قال منذ كذا وكذا قال أبإذن قدمت قال فلا أدري كيف رد عليه فقال يا أمير المؤمنين إن ناسا لقوني بمصر فقالوا إنا نرى أشياء من كتاب الله تبارك وتعالى أمر أن يعمل بها لا يعمل بها فأحبوا أن يلقوك في ذلك فقال اجمعهم لي قال فجمعتهم له قال ابن عون أظنه قال في نهر فأخذ أدناهم رجلا فقال أنشدك بالله وبحق الاسلام عليك أقرأت القرآن كله قال نعم قال فهل أحصيته في نفسك قال اللهم لا قال ولو قال نعم لخصمه قال فهل أحصيته في بصرك هل أحصيته في لفظك هل أحصيته في أثرك قال ثم تتبعهم حتى أتى على آخرهم فقال