السدي: ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالاثم وأنتم تعلمون أما الباطل، يقول: يظلم الرجل منكم صاحبه، ثم يخاصمه ليقطع ماله وهو يعلم أنه ظالم، فذلك قوله: وتدلوا بها إلى الحكام.
2508 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني خالد الواسطي، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة قوله: ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل قال: هو الرجل يشتري السلعة فيردها ويرد معها دراهم.
2509 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام يقول: يكون أجدل منه وأعرف بالحجة، فيخاصمه في ماله بالباطل ليأكل ماله بالباطل. وقرأ: يا أيها الذين آمنوا ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم قال: هذا القمار الذي كان يعمل به أهل الجاهلية.
وأصل الادلاء: إرسال الرجل الدلو في سبب متعلقا به في البئر، فقيل للمحتج بدعواه أدلى بحجة كيت وكيت إذ كان حجته التي يحتج بها سببا له هو به متعلق في خصومته كتعلق المستقي من بئر بدلو قد أرسلها فيها بسببها الذي الدلو به متعلقة، يقال فيها جميعا، أعني من الاحتجاج، ومن إرسال الدلو في البئر بسبب: أدلى فلان بحجته فهو يدلي بها إدلاء، وأدلى دلوه في البئر فهو يدليها إدلاء.
فأما قوله: وتدلوا بها إلى الحكام فإن فيه وجهين من الاعراب، أحدهما: أن يكون قوله: وتدلوا جزما عطفا على قوله: ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل أي ولا تدلوا بها إلى الحكام، وقد ذكر أن ذلك كذلك في قراءة أبي بتكرير حرف النهي، ولا تدلوا بها إلى الحكام. والآخر منهما النصب على الظرف، فيكون معناه حينئذ: لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وأنتم تدلون بها إلى الحكام، كما قال الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم