وسادس هذه الدلالات، ما ذكره العلامة الحلي في تذكرة الفقهاء ج 2 ص 429، قال (مسألة: لا يجوز الوقف على كتابة التوراة والإنجيل لأنهما منسوخان محرفان ولا نعلم فيه خلافا، لما روى العامة أن رسول الله خرج إلى المسجد فرأى في يد عمر صحيفة فيها شئ من التوراة فغضب النبي صلى الله عليه وآله لما رأى الصحيفة مع عمر وقال له: أفي شك أنت يا بن الخطاب؟ ألم آت بها بيضاء نقية؟ لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي. ولولا أن ذلك معصية لما غضب منه. وكذا لا يجوز الوقف على كتبة كتب الضلال وجميع ما لا يحل كتابته لأنها جهة محرمة) انتهى.
والظاهر أن العلامة الحلي وجد رواية أخرى غير ما ذكرنا وقد خاطب بها النبي عمر مباشرة.. ولا بد أن قصتها كانت قبل دعوته صلى الله عليه وآله المسلمين إلى النفير العام والتجمع في المسجد!!
في أول إسلامه أراد زيارة بيت المقدس فنهاه النبي روى الهيثمي في مجمع الزوائد ج 4 ص 5 عن إسلام عمر:
(... وكان آخرهم إسلاما عمر بن الخطاب فلما كانوا أربعين خرجوا إلى المشركين (!!) قال جئت رسول الله لأودعه وأردت الخروج إلى بيت المقدس فقال لي رسول الله: أين تريد؟ قلت أريد بيت المقدس. قال وما يخرجك إليه، أفي تجارة؟
قلت لا، ولكني أصلي فيه. فقال رسول الله: صلاة ههنا خير من ألف صلاة ثم.
ورجال الطبراني ثقات. ورجال أحمد فيهم يحيى بن عمران جهله أبو حاتم) انتهى.
روى في كنز العمال ج 14 ص 146:
(عن سعيد بن المسيب قال: استأذن رجل عمر بن الخطاب في إتيان بيت المقدس فقال له: إذهب فتجهز فإذا تجهزت فأعلمني، فلما تجهز جاءه فقال له عمر: إجعلها عمرة. (يعني لا تجعلها حجة، أو الأفضل أن لا تجعلها حجة!) قال: ومر به رجلان وهو يعرض إبل الصدقة فقال لهما من أين جئتما؟ قالا من بيت المقدس، فعلاهما بالدرة وقال: أحج كحج البيت؟ قالا: إنما كنا مجتازين - الأزرقي) انتهى.