وماذا نصنع إذا كانت النصوص في مصادرنا تصرح بذلك، وفي مصادر إخواننا تؤيده؟!
فهل نغمض أعيننا عنها ونقول لا يوجد شئ.. حتى يرضى عنا زيد أو عمرو؟!
وهل نفع الأمم السابقة إغماضهم عن نصوص أنبيائهم ووصاياهم.. حتى نقلدهم ونقول: كلا، كلا.. لم يقل نبينا شيئا، ولم يوص بشئ، ولم يورث شيئا؟!!
وهل إذا قلنا إن النبي صلى الله عليه وآله رتب القرآن بأكثر من ترتيب.. وإن الروايات تدل على أن النسخة المعهودة منه إلى ولده الإمام المهدي يختلف ترتيبها عن النسخة الموجودة بأيدينا.. صرنا من الكافرين بالقرآن الذي بين أيدينا، والقائلين بتحريفه؟!!
على أي حال، نحن أتباع النص الثابت عن نبينا وأهل بيته، وليقل عنا الناس ما يقولون!
مواريث النبي التي عند أهل بيته شهد علماء الحديث بأنه صدر من النبي صلى الله عليه وآله أحاديث في حق علي عليه السلام لم يصدر مثلها في حق أحد من الصحابة.. ومن ذلك شهادات النبي صلى الله عليه وآله بتميز علي في العلم عن بقية الصحابة.. وقد أكدت ذلك شهادات الخلفاء في حق علي عليه السلام، وما رأته الأمة من علمه، وما دونته عنه!!
لكن مصادر إخواننا عندها حساسية من أن يكون النبي صلى الله عليه وآله أوصى إلى علي بشئ! أو ورث عليا أو أحدا من أهل بيته شيئا.. من ماله الشخصي، أو العام، وخاصة من العلم! فتراهم يبادرون إلى نفي ذلك وتأكيده بقولهم: كلا..
كلا.. لم يوص النبي بشئ، ولا ورث شيئا، لا لأهل بيته، ولا لأحد!!
وأكثر المتحمسين للنفي أم المؤمنين عائشة المعروفة بحساسيتها من علي حتى في عهد النبي صلى الله عليه وآله، والتي لم ينفعها نهي النبي إياها عن ذلك، بل تصاعدت حساسيتها حتى وصلت إلى حرب الجمل وعشرين ألف قتيل، ومصائب ما زالت تعاني منها الأمة!