مذهب أهل البيت أبعد المذاهب عن الثقافة اليهودية إذا كان عند الباحث معرفة بالثقافة اليهودية وحساسية منها، ومشى بهذا النور في مصادر الإسلام متتبعا احتمالات التسرب والتأثير.. فلن يجد معينا صافيا لا شائبة فيه إلا الثروة المروية عن أهل البيت عليهم السلام.
ولا يهمنا أن يستكثر الآخرون هذه الدعوى.. ولكن يهمنا أن يبحثوا في مفردات ما أنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وآله برواية أهل بيته.. ثم يقارنوا بينها وبين مثيلاتها من رواية غير أهل البيت، من زاوية القرب والبعد عن الثقافة اليهودية، ومن زاوية احتمال التسرب والتأثر، ومن زاوية التعبير عن استقلال الشخصية الفكرية للوحي المنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله.. ثم يحكموا!
ونكتفي هنا بذكر نماذج تدل على اعتداد النبي وآله صلى الله عليه وآله بثقافة الإسلام الربانية، وحرصهم على الابتعاد عن ثقافة أهل الكتاب والتميز عليها:
قال الشيخ الصدوق في الهداية ص 70 (وقال النبي صلى الله عليه وآله لفاطمة عليها السلام: أنقبي على أذني ابني الحسن والحسين خلافا على اليهود) انتهى.
وجاء في قاموس الكتاب المقدس ص 316 (وكانت عادة قومية عند الإسماعيليين أن يلبس الرجال أقراطا - قضاة 8: 25 و 26) انتهى.
* * وقال الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 390 (وإذا فرغ الإمام من قراءة الفاتحة فليقل الذي خلفه (الحمد لله رب العالمين) ولا يجوز أن يقال بعد قراءة فاتحة الكتاب (آمين) لأن ذلك كانت تقوله النصارى) انتهى.
وروى في تهذيب الأحكام ج 2 ص 75 (... عن معاوية بن وهب قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام (الإمام الصادق): أقول آمين إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين؟ قال: هم اليهود والنصارى! ولم يجب في هذا) انتهى.
وروى في الإستبصار ج 1 ص 318 عن الإمام الصادق عليه السلام أيضا أنه قال (إذا كنت خلف إمام فقرأ الحمد وفرغ من قرائتها فقل أنت الحمد لله رب العالمين ولا تقل آمين) انتهى.