درجتين - ع، عد، هب - عن أبي هريرة). ونحوه الأحاديث التي بعده إلى رقم 29192) انتهى.
ومن المعلوم لمن عرف أسلوب النبي صلى الله عليه وآله ولمح مقاصده الشريفة أن هدفه من الترغيب في حفظ أربعين حديثا أن تصل أحاديثه وما أوحاه الله إليه إلى أوسع نطاق من الأمة والعالم، وأن يحفظ العلماء والطلبة هذه الأحاديث ويلقوها على الناس ويشرحوها لهم، سواء كان ذلك بتحفيظها أو تكتيبها أو تدوينها، بل بمختلف الوسائل المناسبة المتجددة في كل عصر. فهل ينسجم ذلك مع سياسة تغييب السنة ومنع التدوين والتحديث والعقوبة عليهما؟!
الخسارة العظمى إن كل مسلم، وكل عاقل من أي دين كان، يدرك أن قرار منع تدوين السنة سبب خسارة كبرى للبشرية، وضيع على المسلمين ثروة لا تعوض، وأفقدنا عشرات الألوف من أحاديث النبي صلى الله عليه وآله.. ثم أفقد الأجيال القدرة الكافية على تمييز الصحيح من المكذوب والدقيق من الموهوم في الأحاديث الموجودة!
ومن الطبيعي أن هذه الخسارة العلمية قد استوجبت في تاريخ الأمة وتاريخ البشرية خسارات أعظم.. حتى ليمكن القول: إنه لو دونت سنة النبي صلى الله عليه وآله بعد وفاته مباشرة لأثرت على كثير من المفاهيم والأحكام ولأحدثت تغييرا مستمرا في تاريخ الأمة إلى الأحسن.. ولما واجهت الأمة انهيارات كبرى كان آخرها نهاية دولة الخلافة الإسلامية العثمانية هذه النهاية الذليلة على يد الغربيين!!
إن الذين يهونون من حجم الخسارة التي أصابت الأمة بسبب سياسة منع الحديث لم يلتفتوا إلى أنه رب حديث واحد عن النبي صلى الله عليه وآله لو دونه المسلمون وتسالم جيلهم الأول عليه، لأوقف أنهارا من الدماء في صراعات المسلمين الداخلية! ولم يلتفتوا إلى أن بعض الصراعات لو أوقفت في مقطعها التاريخي الحساس لتغير مجرى تاريخ المسلمين.. ومن ثم تاريخ العالم!