وهكذا.. أدان الأئمة من عترة النبي صلى الله عليه وآله اتهام رسول الله من أجل تبرئة الملعونين على لسانه! وتمسكوا بشهادة الله سبحانه بحق نبيه وما ينطق عن الهوى..
إن هو إلا وحي يوحى واعتقدوا بأن النبي لا يمكن أن يلعن غير المستحق.. بل تدل الروايات عن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام على أن لعنة الأنبياء أو بعض أنواعها تجري في ذرية الملعون..! لأن اللعن لا يصدر منهم إلا بعد علمهم بنضوب الخير من الملعون ومن صلبه! فقد روى الكليني في الكافي ج 5 ص 569 (عن سدير قال: قال لي أبو جعفر - الإمام محمد الباقر عليه السلام -: يا سدير بلغني عن نساء أهل الكوفة جمال وحسن تبعل، فابتغ لي امرأة ذات جمال في موضع، فقلت: قد أصبتها جعلت فداك، فلانة بنت فلان ابن محمد بن الأشعث بن قيس. فقال لي: يا سدير إن رسول الله صلى الله عليه وآله لعن قوما فجرت اللعنة في أعقابهم إلى يوم القيامة! وأنا أكره أن يصيب جسدي جسد أحد من أهل النار!) انتهى.
وفي مجمع البيان في تفسير قوله تعالى لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم وقال أبو جعفر عليه السلام أما داود عليه السلام فإنه لعن أهل أيلة لما اعتدوا في سبتهم، وكان اعتداؤهم في زمانه، فقال اللهم ألبسهم اللعنة مثل الرداء ومثل المنطقة على الحقوين فمسخهم الله قردة، وأما عيسى فإنه لعن الذين أنزلت عليهم المائدة، ثم كفروا بعد ذلك!) انتهى.
المؤامرة على سورتي المعوذتين!
يتضح من روايات سورتي المعوذتين في مصادر إخواننا السنة أنه كانت توجد مؤامرة لحذفهما من القرآن، ولكنها فشلت والحمد لله، وحفظ الله المعوذتين جزء من القرآن عند كل المسلمين! وهو سبحانه القائل إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.
ولكن لماذا هذه المؤامرة؟ وما هو هدفها؟ ومن هو أصلها؟!
الاحتمال الأول: أن المعوذتين لم تعجبا السليقة العامة للعرب! كما يفهم مما رواه البيهقي في سننه ج 2 ص 394 (عن عقبة بن عامر الجهني قال: كنت أقود برسول