ولا بد من التحفظ على الرقم الذي ذكرته الرواية، لأن روايات أخرى ذكرت أن أبا بكر ناشد الناس أن يأتوه بكل ما كتبوه من حديث النبي صلى الله عليه وآله ولم يقل لهم لماذا؟ فتصور الناس أن له بذلك غرضا كتدوين السنة مثلا.. فأتوه بما كتبوا بصدق وطيب نية، فجمعه عنده، ثم.. اتخذ القرار بإحراقه! فيكون غرض عائشة من روايته تبرير فعل أبيها، وكف ألسنة الناس عنه!
الخليفة أبو بكر تقلب ليلة والخليفة عمر تقلب شهرا!
روى في كنز العمال ج 10 ص 291:
(عن الزهري عن عروة أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فأشاروا عليه أن يكتبها فظل عمر رضي الله عنه يستخير الله فيها شهرا! ثم أصبح يوما وقد عزم الله له فقال: إني كنت أريد أن أكتب السنن، وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتابا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله، وإني والله لا أشوب كتاب الله بشئ أبدا - ابن عبد البر في العلم.
عن الزهري قال: أراد عمر بن الخطاب أن يكتب السنن فاستخار الله شهرا ثم أصبح فقد عزم له فقال: ذكرت قوما كتبوا كتابا فأقبلوا عليه وتركوا كتاب الله - ابن سعد) انتهى.
ملاحظات على هذا الحديث وأمثاله:
أولا، لم أجد تطبيق هذا الكلام في شئ من تاريخ اليهود ولا النصارى، فالذي حدث بعد موسى على نبينا وآله وعليه السلام أن أكثر قومه أطاعوا وصيه يوشع مدة قليلة ثم انقلبوا على أعقابهم من بعده ولم يقبلوا الأوصياء، وشكلوا دولة القضاة التي هي أشبه بدولة الخلفاء عندنا.. وفي هذه المدة لم يكتبوا أحاديث موسى ولا يوشع. بل بدؤوا بتحريف التوراة.
أما بعد داود وسليمان فالأمر أوضح.. لأن اليهود انقلبوا على أعقابهم جهارا نهارا ولم يقبلوا آصف بن برخيا وصي سليمان، الذي ذكره الله تعالى في القرآن بقوله وقال