أوضاع وأحوال الآخرة والحساب والعقاب والجنة والنار.. وعن خلق الله تعالى وأفعاله كأنه سكرتيره! وإذا قبل الخليفة عمر فهل يجب علينا أن نقبلها، ولم تثبت عندنا نبوته! ولا نص النبي على صدق قوله وحجيته علينا..؟!
هل تسربت روايات التجسيم من كعب؟
روى السيوطي في الدر المنثور ج 5 ص 305 في تفسير قوله تعالى عن نبيه داود على نبينا وآله وعليه السلام: وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب... عن السدي بن يحيى قال حدثني أبو حفص رجل قد أدرك عمر بن الخطاب أن الناس يصيبهم يوم القيامة عطش وحر شديد فينادي المنادي داود فيسقى على رؤس العالمين، فهو الذي ذكر الله وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب، ثم روى عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر يوم القيامة فعظم شأنه وشدته قال ويقول الرحمن لداود عليه السلام: مر بين يدي، فيقول داود يا رب أخاف أن تدحضني خطيئتي، فيقول: خذ بقدمي فيأخذ بقدمه عز وجل فيمر. قال فتلك الزلفى التي قال الله وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب) انتهى، ورواه في كنز العمال ج 2 ص 488.
ونحن لا نعرف مدى صحة هذه الرواية عن الخليفة، فإن صحت فلا بد أن يكون أصلها من ثقافة كعب اليهودية التي تنص على تجسم الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا، وتعطي لنبي الله داود على نبينا وآله وعليه السلام مقاما يكاد يكون فوق مقام كل الأنبياء! وكذلك ينبغي لعلماء إخواننا السنة أن ينقدوا روايات طقطقة العرش وصريره وأطيطه وأزيزه من ثقل الله عز وجل وتعالى.. لأنها تستوجب أن يكون وجوده سبحانه تعالى داخل الزمان والمكان، مع أنه ليس كمثله شئ، وهو الذي خلق المكان، وبدأ شريط الزمان.. فهو متعال عن صفات المكين والزمين.. وما دام العرش مخلوقا تحمله الملائكة كما نص القرآن الكريم، فيستحيل أن يكون الله تعالى عليه أو فيه، بل يمكن أن يكون العرش بتعبير عصرنا شبيه السنترال الذي يدار منه الكون. وإدارة الكون المادي من مركز مادي لا تستلزم أن يكون الله تعالى وجودا ماديا.. إلى آخر مسائل تنزه وجوده سبحانه عن شبه مخلوقاته، وعن أن يحويه مكان أو يحكمه زمان!