الأحرف السبعة تنفجر في عهد الخليفة عثمان مشكلة الفراغ القرآني تتفاقم لم تتحدث روايات جمع القرآن عن المشكلة العظيمة التي حدثت في الأمة بعد النبي صلى الله عليه وآله بسبب أن الخليفة عمر أبقى الدولة الإسلامية بدون قرآن رسمي طيلة عهد أبي بكر، وعهده، وشطرا من عهد عثمان..! فهذه نقطة ضعف كبيرة..
والرواة يريدون تدوين فضائل الخليفة عمر ومناقبه، وإبعاد الأنظار عن نقاط ضعفه..
فهل تريد منهم أن يرووا أن الخليفة عمر باجتهاده الخاطئ قصر بحق أعظم وثيقتين تملكهما أمة من الأمم، وهما القرآن والسنة، وذلك عندما رفض ما دونه علي عليه السلام بأمر النبي صلى الله عليه وآله! ثم منع الأنصار وآخرين من تدوين القرآن والسنة، ووعد الأمة بأنه سيقوم هو بتدوين القرآن ولم يفعل..! وأعلن على المنبر أنه فكر في اقتراح الصحابة بتدوين السنة شهرا كاملا حتى (اختار له الله).. عدم تدوينها!!
لكن مع كل التعتيم على هذه الأزمة التي شملت طول البلاد الإسلامية وعرضها، فإنه لم يمكن إخفاؤها.. وبقيت في المصادر روايات صريحة بأنه كانت توجد مشكلة عقائدية وسياسية عميقة وخطيرة، ولدت من الفراغ القرآني طوال خمس عشرة سنة فكثر القراء والمجتهدون في قراءات القرآن، أو في حروف القرآن كما كانوا يسمونها..
وانقسم الناس أحزابا يتعصبون للقراء والقراءات ويكفرون بعضهم بعضا بسبب ذلك..
ولم يبق إلا أن يقتتلوا بالسلاح..!! وفيما يلي عدد من هذه النصوص:
روى أحمد في مسنده ج 1 ص 445:
(... عن عثمان بن حسان عن فلفلة الجعفي قال: فزعت فيمن فزع إلى عبد الله في المصاحف فدخلنا عليه فقال رجل من القوم: إنا لم نأتك زائرين ولكن جئناك حين راعنا هذا الخبر! فقال: إن القرآن نزل على نبيكم صلى الله عليه وسلم من سبعة أبواب على سبعة أحرف أو قال حروف وإن الكتاب قبله كان ينزل من باب واحد على حرف واحد) انتهى.