وروى الأولى الترمذي في سننه ج 5 ص 338 وقال (هذا حديث حسن صحيح).
ورواها أحمد في مسنده ج 2 ص 191 والحاكم في مستدركه ج 3 ص 225 و 227 بصيغة أخرى وقال (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) والهندي في كنز العمال ج 2 ص 49 والهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 311.. وروى في ج 9 ص 52:
(وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذوا القرآن من أربعة من ابن أم عبد ومعاذ وأبي وسالم، ولقد هممت أن أبعثهم في الأمم كما بعث عيسى بن مريم الحواريين في بني إسرائيل) انتهى.
وصية النبي التي يرويها السنة والشيعة بشأن القرآن وصح عند الشيعة والسنة أن النبي صلى الله عليه وآله أوصى أمته بأن تتمسك بعده بالقرآن والعترة، وتأخذ منهم معالم دينها.. وذلك في حديث الثقلين الذي أكده النبي مرارا، والذي صحت روايته عند الطرفين.. وهو برأينا حاكم على كل وصية أخرى..
فمن نصوصه ما رواه أحمد في مسنده ج 3 ص 17 (عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي. كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا بم تخلفوني فيهما؟!).
وقد بلغت مصادر هذا الحديث من الكثرة وتعدد الطرق في المصادر، أن أحد علماء الهند ألف في جمع أسانيده كتاب (عبقات الأنوار) من عدة مجلدات.
وبموجب هذه الوصية كان على المسلمين بعد فقد نبيهم صلى الله عليه وآله أن يأخذوا القرآن والسنة من آل النبي وعترته الذين عينهم ونص عليهم بأسمائهم، وقد صحت أحاديث تسميتهم عند الطرفين أيضا.. فقد روى مسلم في صحيحه ج 7 ص 120:
(... عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له وقد خلفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه. ولما نزلت هذه الآية فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي).