ويكون شعارهم (القول ما قاله عمر) نفس الشعار الذي واجه بها الصحابة النبي صلى الله عليه وآله وهم يودعونه وأيدوا رأي عمر بمنع النبي من كتابة وصيته وقالوا له (القول ما قاله عمر!!).
وماذا يملك الإنسان أمام هذه الحالة سوى أن يتذكر حسرة النبي يومذاك وقوله لهم (قوموا عني!).
دفاع الذهبي ومن أكثر المتحمسين في الدفاع عن قرارات منع الخلفاء من الحديث والتدوين، الحافظ الذهبي المتوفى سنة 748، قال في كتابه تذكرة الحفاظ ج 1 ص 2:
(1 - أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أفضل الأمة وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم... أن الصديق جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال (إنكم تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافا، فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا! فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه) فهذا المرسل يدلك أن مراد الصديق التثبت في الأخبار والتحري، لا سد باب الرواية، ألا تراه لما نزل به أمر الجدة ولم يجده في الكتاب، كيف سأل عنه في السنة فلما أخبره الثقة ما اكتفى حتى استظهر بثقة آخر ولم يقل حسبنا كتاب الله كما تقوله الخوارج.
... نعم فرأس الصادقين في الأمة الصديق وإليه المنتهى في التحري في القول وفي القبول. وقد نقل الحاكم فقال حدثني بكر بن محمد الصيرفي بمرو أنا محمد بن موسى البربري أنا المفضل بن غسان أنا علي بن صالح أنا موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن عن إبراهيم بن عمر بن عبيد الله التيمي حدثني القاسم بن محمد قالت عائشة جمع أبي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت خمسمائة حديث فبات ليلته يتقلب كثيرا قالت فغمني فقلت أتتقلب لشكوى أو لشئ بلغك؟ فلما أصبح قال أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك فجئته بها فدعا بنار فحرقها، فقلت لم أحرقتها؟ قال