، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وكنا نتفرق بالنهار، فكنت أنا أجالس زيد بن ثابت وهو مترئس بالمدينة في القضاء، والفتوى، والقراءة، والفرائض، في عهد عمر ، وعثمان، وعلي. ثم كنت أنا وأبو بكر بن عبد الرحمن نجالس أبا هريرة، وكان عروة يغلبنا بدخوله على عائشة) انتهى. لكن زيدا لم يكن مع علي عليه السلام بل مع معاوية. والظاهر أن الميزة الأساسية في شخصية زيد التي جعلته مرغوبا فيه عند الخلفاء الثلاثة مضافا إلى سيره في خطهم السياسي، كفاءته في الكتابة والحسابات وأنه موظف مطيع، فهذه المهنة كانت عزيزة في الجزيرة لا يجيدها إلا القلة.. وكان الكاتب يساوي في عصرنا السكرتير الخاص ووزير المالية.. وقد ورث هذه المهنة عن زيد ولده خارجة بن زيد، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب ج 5 ص 18:
(... وقال ابن أبي خيثمة كان هو وخارجة بن زيد بن ثابت في زمانهما يستفتيان وينتهي الناس إلى قولهما ويقسمان المواريث ويكتبان الوثائق) انتهى.
وقال في المدونة الكبرى ج 4 ص 423 (قال مالك: وقد كان خارجة بن زيد بن ثابت ومجاهد يقسمان مع القضاة ويحسبان ولا يأخذان لذلك جعلا) انتهى.
على أن أعظم منصب ديني تحمله زيد بن ثابت في حياته هو منصب كتابة القرآن، حتى لو كان دوره فيه مجرد كاتب مأمور!
كان زيد يتقن اللغة العبرية قال البخاري في صحيحه ج 8 ص 120 (قال خارجة بن زيد بن ثابت عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يتعلم كتاب اليهود حتى كتبت للنبي صلى الله عليه وسلم كتبه وأقرأته كتبهم إذا كتبوا إليه).
وقال أحمد في مسنده ج 5 ص 182:
(عن عبيد قال قال زيد بن ثابت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تحسن السريانية، إنها تأتيني كتب. قال قلت لا، قال فتعلمها، فتعلمتها في سبعة عشر يوما!).