وانظر كيف بتره البخاري في صحيحه ج 1 ص 25 قال:
(وإنما العلم بالتعلم، وقال أبو ذر: لو وضعتم الصمصامة على هذه وأشار إلى قفاه ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها) انتهى.
وجذور المسألة... من زمن النبي!
روى أبو داود في سننه ج 2 ص 176 (... عن عبد الله بن عمرو، قال: كنت أكتب كل شئ أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش، وقالوا أتكتب كل شئ تسمعه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا! فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بإصبعه إلى فيه فقال: أكتب، فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق!).
ورواه أحمد في مسنده ج 2 ص 192 - بتفاوت يسير.
وروى في ص 215 عن (عبد الله بن عمرو بن العاص قال قلت يا رسول الله إني أسمع منك أشياء أفأكتبها؟ قال نعم. قلت: في الغضب والرضا؟ قال نعم، فإني لا أقول فيهما إلا حقا!).
وروى الحاكم في مستدركه ج 1 ص 105 حديث النسائي هذا وفيه (ما خرج منه إلا حق) ثم قال:
فليعلم طالب هذا العلم أن أحدا لم يتكلم قط في عمرو بن شعيب وإنما تكلم مسلم في سماع شعيب من عبد الله بن عمرو فإذا جاء الحديث عن عمرو بن شعيب عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو، فإنه صحيح) انتهى.
وقال في ص 106 (... نعم فإنه لا ينبغي لي أن أقول إلا حقا) وقال (رواة هذا الحديث قد احتجا بهم عن آخرهم غير الوليد وأظنه الوليد بن أبي الوليد الشامي فإنه الوليد بن عبد الله وقد علمت على أبيه الكتبة فإن كان كذلك فقد احتج مسلم به. وقد صحت الرواية عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنه قال قيدوا العلم بالكتاب.
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا إبراهيم عن عبد الله السعدي ثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن عبد الملك ابن عبد الله بن أبي سفيان أنه سمع عمر بن الخطاب يقول قيدوا العلم بالكتاب) انتهى.
وروى الحاكم أيضا في ج 3 ص 528 (... عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله أتأذن لي فأكتب ما أسمع منك؟ قال نعم. قلت في الرضاء والغضب؟ قال نعم فإنه لا ينبغي لي أن أقول عند الرضاء والغضب إلا حقا!. ثم قال (صحيح الإسناد ولم يخرجاه).