ولعل استئذان عمر بدراسة التوراة كان بعد نهي النبي له عن كتابة ثقافتهم، ومعنى هذا الطلب أننا لا ندرس أحاديثهم ولا نكتبها، لكن اسمح لنا بدراسة التوراة المنزلة على موسى! فيكون ذلك حركة من اليهود لأخذ اعتراف النبي صلى الله عليه وآله بشرعية توراتهم المحرفة، وتعميم دراستها على المسلمين، بعد أن يئسوا من الاعتراف بثقافتهم ككل!! ولا بد أن النبي صلى الله عليه وآله رفض هذا الاقتراح أيضا ولم يأذن لعمر أو غيره بدراستها!!
لكن تدل الروايات على أن علاقة عمر بقيت قائمة مع اليهود ومستمرة، لأن اقتراحاته لمصلحة الثقافة اليهودية تواصلت على النبي صلى الله عليه وآله بأشكال متعددة، لأخذ الاعتراف منه بشرعية التوراة.. وبالطبع فشلت كلها!!
والظاهر أن عمر واصل التلقي منهم، لأنهم حسب اجتهاده أصحاب كتاب إلهي وعلوم دينية، وينبغي أن يستفيد من علومهم إلى علمه الذي يتعلمه من هذا النبي المبعوث من قريش ومن بني هاشم..
ويدل على ذلك أنه بعد مجيئه بنسخ التوراة المعربة عدة مرات.. رآه النبي يوما يحمل كتابا فقال له (ما هذا في يدك يا عمر؟! فقلت يا رسول الله كتاب نسخته لنزداد به علما إلى علمنا، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه ثم نودي بالصلاة جامعة) وحضر الأنصار بالسلاح... وكان الاجتماع التاريخي.. كما سيأتي!!
بنو قريظة عربوا التوراة وتبنى مشروعها عمر!
روى أحمد في مسنده ج 3 ص 469 (... عن عبد الله بن ثابت قال جاء عمر بن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني مررت بأخ لي من قريظة فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك؟ قال فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عبد الله: فقلت له ألا ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا. قال فسري عن