ونحمد الله تعالى أن المسلمين لم يأخذوا بقول الخليفة عمر ولم يتعلموا هذه الإضافة الركيكة للآية الكريمة، ولم يقرأ أحد منهم: ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام!!
ثم لا أدري ما هو التناسب بين حمية الجاهلية عند قريش وحمية المسلمين لإسلامهم!
ثم بين ذلك وبين فساد المسجد الحرام؟! فقد نزلت الآية كما تذكر تفاسير الشيعة والسنة في سورة الفتح على أثر صلح الحديبية. وتمثلت حمية المشركين الجاهلية بمنع النبي صلى الله عليه وآله والمسلمين من العمرة، فلو حمي المسلمون كما حموا وقاتلوهم لما فسد المسجد الحرام، بل كان كما قال تعالى في سورة الفتح ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا وقال في آية 24 وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا فكيف تصح مقولة: لفسد المسجد الحرام؟ وكيف يصح القول: ولو حميتم كما حموا؟ فهل الحمية للإسلام مثل الحمية للجاهلية؟!
فهذه الزيادة المزعومة في الآية مضافا إلى ركة عبارتها لا يصح معناها. وشهادة الحاكم بأن روايتها صحيحة على شرط الشيخين، تضر رواتها ولا تقوم قناتها!
ولا نريد الإطالة في تحليل الهدف من وراء هذه الإضافة، ولكن الظاهر أنها محاولة لإثبات مكرمة لكفار قريش، فيكون أبي بن كعب الأنصاري بريئا منها!!
5 - آية: حق جهاده في آخر الزمان!
قال السيوطي في الدر المنثور ج 4 ص 371 (قوله تعالى: وجاهدوا في الله حق جهاده. أخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن عوف قال قال لي عمر: ألسنا كنا نقرأ فيما نقرأ: وجاهدوا في الله حق جهاده في آخر الزمان كما جاهدتم في أوله؟ قلت بلى، فمتى هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: إذا كانت بنو أمية الأمراء وبنو المغيرة الوزراء!!
وأخرجه البيهقي في الدلائل عن المسور بن مخرمة).