وقد كنت أنظر إلى روايات شفاعة النبي صلى الله عليه وآله التي جعلها كعب تشمل كل أهل الكتاب وغيرهم أيضا.. بنظرة طبيعية وأن كعبا يقصد منها إثبات أنه مسلم مؤمن بمقام النبي صلى الله عليه وآله عند ربه.. ولكني لاحظت أن روايات شفاعة نبينا صلى الله عليه وآله في مصادر السنة والشيعة مخصوصة بأمته، ولم أجد رواية واحدة منها تدل على شمولها للكفار والملحدين كما يدعي كعب! لذا ترجح عندي أن المقصود بروايات كعب بيان مقام المشفوع لهم من أهل الكتاب، وليس مقام الشفيع صلى الله عليه وآله!
ثم وجدت أن توسعة كعب للشفاعة جزء من نظرية أوسع.. تقول بأن العقاب الإلهي في الآخرة محدود، وأن النار تفنى وتنتهي ويدخل كل أهلها الجنة حتى الطغاة والمجرمين والمفسدين في البلاد، وسفاكي دماء العباد، وقتلة الأنبياء!! ووجدت رواية عن صاحب كعب عبد الله بن سلام تقول بنفس النظرية! وهي نظرية يهودية!!
ثم وجدت أن الشيخ محمد رشيد رضا ينسبها إلى الخليفة عمر.. قال في تفسير المنار ج 8 ص 72 دار المعرفة بيروت:
(السابع: قول من يقول بل يفنيها ربها وخالقها تبارك وتعالى فإنه جعل لها أمدا تنتهي إليه ثم تفنى ويزول عذابها. قال شيخ الإسلام وقد نقل هذا القول عن عمر وابن مسعود وأبي هريرة وأبي سعيد وغيرهم، وقد روى عبد بن حميد وهو من أجل أئمة الحديث في تفسيره المشهور: حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن الحسن قال: قال عمر لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك يوم يخرجون فيه. وقال حدثنا حجاج ابن منهال عن حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن أن عمر بن الخطاب قال لو لبث أهل النار في النار عدد رمل عالج لكان لهم يوم يخرجون فيه. ذكر ذلك في تفسير ثابت عند قوله تعالى لابثين فيها أحقابا، فقد رواه عبد وهو من الأئمة الحفاظ وعلماء السنة عن هذين الجليلين سليمان بن حرب وحجاج بن منهال وكلاهما عن حماد بن سلمة وحسبك به، وحماد يرويه عن ثابت وحميد وكلاهما يرويه عن الحسن وحسبك بهذا الإسناد جلالة، والحسن وإن لم يسمع من عمر فإنما رواه عن بعض التابعين ولو لم يصح عنده ذلك عن عمر لما جزم به وقال قال