وقد يكون المقصود بالقنوت هنا لعن الكفار والمنافقين، لأن القنوت صار علما على اللعن.. ولكن ذلك يؤكد ما ذكرناه!
روايات القنوت الشاهدة الشهيدة!
ومع كل هذه الحملة على قنوت النبي صلى الله عليه وآله، استطاعت بعض رواياته أن تعبر حواجز تفتيش السلطة والرواة وتصل إلى أيدينا!! وبعضها يشهد أن النبي صلى الله عليه وآله كان يدعو في صلاته على الكفار والمنافقين حتى توفاه الله تعالى! وأن بقايا عمل المسلمين بهذه السنة الشريفة كانت موجودة إلى فترة من عهد بني أمية!
روى مالك في الموطأ ج 1 ص 115 (عن داود بن الحصين، أنه سمع الأعرج يقول: ما أدركت الناس إلا وهم يلعنون الكفرة في رمضان... في قنوت الوتر اقتداء بدعائه صلى الله عليه وآله في القنوت).
وروى البخاري في صحيحه ج 1 ص 193 (عن أبي هريرة قال لأقربن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فكان أبو هريرة رضي الله عنه يقنت في الركعة الأخرى من صلاة الظهر وصلاة العشاء وصلاة الصبح بعد ما يقول سمع الله لمن حمده فيدعو للمؤمنين ويلعن الكفار) ورواه مسلم في صحيحه ج 2 ص 135 والنسائي في سننه ج 2 ص 202 وأبو داود في سننه ج 1 ص 324 وأحمد في مسنده ج 2 ص 255 و ص 337 و ص 470 والبيهقي في سننه ج 2 ص 198 و ص 206 والسيوطي في الدر المنثور ج 1 ص 307 وقال أخرجه الدارقطني.
وروى أحمد في مسنده ج 1 ص 211 (... عن الفضل بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة مثنى مثنى، تشهد في كل ركعتين، وتضرع وتخشع وتمسكن، ثم تقنع يديك - يقول ترفعهما إلى ربك مستقبلا ببطونهما وجهك - تقول يا رب يا رب، فمن لم يقل ذلك، فقال فيه قولا شديدا!) ورواه في ج 4 ص 167 وفي آخره (فمن لم يفعل ذلك فهي خداج) أي صلاته ناقصة. ورواه الترمذي في سننه ج 1 ص 238 وفي آخره (ومن لم يفعل ذلك فهو كذا وكذا. قال أبو عيسى (الترمذي): وقال غير ابن المبارك في هذا الحديث: من لم يفعل ذلك فهو خداج).