وقال الدكتور صبحي الصالح في كتابه مباحث في علوم القرآن ص 66:
(والسيوطي في الإتقان يذكر بعض هؤلاء القراء بأسمائهم التي وردت في كتاب القراءات المنسوب إلى أبي عبيد، فيفهم منه أن أبا عبيد (عد من المهاجرين الخلفاء الأربعة، وطلحة، وسعدا، وابن مسعود، وحذيفة، وسالما، وأبا هريرة، وعبد الله بن السائب، والعبادلة، وعائشة، وحفصة، وأم سلمة، ومن الأنصار عبادة بن الصامت، ومعاذا الذي يكنى أبا حليمة، ومجمع بن جارية، وفضالة بن عبيد، ومسلمة بن مخلد. وقد صرح بأن بعضهم إنما كمله بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
وهؤلاء الذين عدهم القاسم بن سلام من المهاجرين والأنصار وأمهات المؤمنين ليسوا إلا طائفة من الأصحاب الذين جمعوا كتاب الله في صدورهم (...) وتيسر لهم أن يعرضوه على النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا بذلك تلامذة له وكان شيخا لهم.
لكن الذين حفظوا القرآن من الصحابة من غير أن يعرضوه على الرسول لا يحصون عددا، ولا سيما إذا أدخلنا في عدادهم من لم يكمل له الجمع إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. وفي مقدمة (طبقات القراء) للحافظ الذهبي ما يبين ذلك، وأن هذا العدد هم الذين عرضوه على النبي صلى الله عليه وسلم واتصلت بنا أسانيدهم، وأما من جمعه منهم ولم يتصل بنا سندهم فكثير) انتهى.
ونحن نكتفي بذكر نماذج من هؤلاء الذين جمعوا القرآن وكتبوه، والذين يصر بعض علماء إخواننا السنة على تسميتهم بالحفاظ فقط، حتى تبقى فضيلة كتابة القرآن لغيرهم.. ونلفت إلى أن الحافظ لكتاب يحتاج إلى نسخته ليحفظ منها، ومن النادر أن يحفظ شخص كتابا من 400 صفحة بدون تكرار قراءة نسخته! ولو كان حفظ هؤلاء الحفاظ عن طريق تكرار السماع من حافظ آخر لورد ذكر للحافظ الذي حفظ فلانا أو فلانا بتكرار القرآن عليه حتى حفظه! مع أنه لم يرد شئ من ذلك!
قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 312:
(وعن عامر الشعبي قال جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة من الأنصار زيد بن ثابت وأبو زيد ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وسعد بن عبادة وأبي بن