يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت، ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل، ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني، فإن الله تعالى جعلني له خازنا وقاسما).
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج 1 ص 135، والذهبي في سير أعلام النبلاء ج 1 ص 394 وتذكرة الحفاظ ج 1 ص 20.
وروى البخاري في صحيحه ج 2 ص 252 أن الخليفة عمر عندما ابتدع صلاة التراويح جعل إمامتها لأبي بن كعب (... فقال عمر إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم قال عمر: نعم البدعة).
ولعل أحاديث المدح والاحترام التي رويت عن عمر في حق أبي بن كعب صدرت في تلك الفترة من العلاقة الجيدة بينهما، فقد روى المزي في تهذيب الكمال ج 2 ص 269:
(عن أبي نضرة العبدي: قال رجل منا يقال له: جابر أو جويبر طلبت حاجة إلى عمر في خلافته فانتهيت إلى المدينة ليلا، فغدوت عليه وقد أعطيت فطنة ولسانا أو قال منطقا فأخذت في الدنيا فصغرتها، فتركتها لا تسوى شيئا، وإلى جنبه رجل أبيض الشعر أبيض الثياب، فقال لما فرغت: كل قولك كان مقاربا إلا وقوعك في الدنيا، وهل تدري ما الدنيا؟ إن الدنيا فيها بلاغنا، أو قال: زادنا إلى الآخرة، وفيها أعمالنا التي نجزى بها في الآخرة، قال: فأخذ في الدنيا رجل هو أعلم بها مني. فقلت يا أمير المؤمنين من هذا الرجل الذي إلى جنبك؟ قال سيد المسلمين أبي بن كعب!!) انتهى.
ولكن على رغم هذه الشهادات الضخمة بحق أبي، وعلاقته المميزة مع الخليفة..
فإن الخليفة لم يأخذ عنه القرآن، ولم يعتمد مصحفه مصحفا رسميا للدولة مع شدة حاجة المسلمين إلى ذلك..
بل تروي الصحاح اختلافات كثيرة بينهما بسبب أن عمر أراد أن يفرض رأيه على أبي في آيات القرآن، بينما كان أبي يرفض ذلك ويقف في وجه الخليفة..! كما تروي الصحاح أن العلاقة بينهما قد ساءت إلى حد أن عمر أهان أبيا وضربه بالسوط عند خروجه من المسجد على مرأى جماعته ومسمعهم..!