2 بحثان 3 1 - تعليم وتربية العائلة من الواضح أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عامة على جميع الناس ولا تخص بعضا دون آخر. غير أن مسؤولية الإنسان تجاه زوجته وأبنائه أكد من غيرها وأشد إلزاما، كما يتجلى ذلك بشكل واضح من الروايات الواردة في مصادر عديدة، وكذلك الآيات السابقة التي تدعو الإنسان لأن يبذل أقصى جهده لتربية أهله وتعليمهم، ونهيهم عن ارتكاب الذنوب وحثهم على اكتساب الخيرات، ولا ينبغي عليه أن يقنع ويكتفي بتوفير الغذاء الجسمي لهم.
وبما أن المجتمع عبارة عن عدد معين من وحدات صغيرة تدعى " العائلة " فإن الاهتمام بالعائلة وتربيتها تربية إسلامية صحيحة سيجعل أمر إصلاح المجتمع أسهل وأيسر.
وتبرز هذه المسؤولية أكثر وتكتسب أهمية خاصة في العصر الراهن، حيث تجتاح المجتمع موجات من الفساد والضلال الخطرة، وتحتاج إلى وضع برنامج دقيق ومدروس لتربية العائلة لمواجهة هذه الموجات دون التأثر بها والانجراف مع تيارها.
فنار الآخرة ليست هي النار الوحيدة التي يكون مصدرها الإنسان نفسه ومن داخله، بل نار الدنيا هي الأخرى تستمد وجودها من هذا الإنسان، لهذا يجب على كل إنسان أن يقي نفسه وعائلته من هذه النار.
جاء في الحديث أن أحد الصحابة سأل النبي بعد نزول الآية السابقة: كيف أقي أهلي ونفسي من نار جهنم، فأجابه (صلى الله عليه وآله وسلم): " تأمرهم بما أمر الله، وتنهاهم عما نهاهم الله، إن أطاعوك كنت قد وقيتهم، وإن عصوك كنت قد قضيت ما عليك " (1).