ثم إن مقتضى ما تحرر وتقرر: أن لكل اسم مظهرا يخصه في النشآت العلمية والعينية، وما هو المظهر في النشأة الظاهرة العينية، هو المظهر في النشأة الغيبية العلمية، وإن كان ما به الظهور مختلفا، فإن الظهور في الثاني بالفيض الأقدس، وفي الأول بالفيض المقدس (1) والنفس الرحماني، فينتهي الأمر هنا إلى ما هو مظهر مالكيته تعالى وملكيته في يوم الحساب، وما به تعين تلك الملوكية والمالكية، فهل هو من الموجودات المجردة المحضة، فإنها غير قابلة للرؤية لجميع الآحاد والأشخاص، فإن مالك يوم الدين لابد وأن يكون بوجه يصدقه كل أحد نوري وناري، ولو كان معنى مالكيته في يوم الدين بغير هذا الوجه، لكان هو مالك الدنيا والآخرة، كما هو مالك يوم الدين من غير تفاوت واختلاف.
فعلى هذا لابد من مظهر يناسب جميع الآفاق وكل الناس والأشخاص، وهو ما في رواية " مشارق الأنوار " عن الصادق (عليه السلام): " إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لأمير المؤمنين (عليه السلام): يا علي أنت ديان هذه الأمة والمتولي حسابها، وأنت ركن الله الأعظم يوم القيامة، ألا وإن المآب إليك، والحساب عليك، والصراط صراطك، والميزان ميزانك، والموقف موقفك " (2).
وعن " تفسير الفرات ": " إن إلينا إياب هذا الخلق، وعلينا حسابهم " (3).
وعن " المناقب " عن الباقر (عليه السلام) في قوله: * (إن إلينا حسابهم) *: " إن