البهاء عليها دعاء السحر المعروف، الوارد في سحور شهر رمضان، حيث قدم على الأسماء الكثيرة.
وقد يقال في تحقيق ما نسب إلى أمير المؤمنين وإمام الموحدين - عليه آلاف التحية من المصلين - بعدما ورد: أن القرآن في باء * (بسم الله) *: " أنا نقطة تحت الباء " (1):
اعلم - هداك الله يا حبيبي - أن من جملة المقامات التي حصلت للسالكين - السائرين إلى الله وملكوته بقدم العبودية واليقين - أنهم يرون بالمشاهدة العيانية كل القرآن، بل جميع الصحف المنزلة في نقطة تحت الباء من * (بسم الله) * بل يرون جميع الموجودات في تلك النقطة الواحدة، وقد تبين في محله بالبرهان الحكمي: أن بسيط الحقيقة كل الأشياء، وبه صرح معلم المشائين في غير موضع من كتابه (2).
ونحن نمثل لك في هذا المعنى مثالا من المحسوس يقربك إلى فهمه من وجه، فإنك إذا قلت: " لله ما في السماوات والأرض " فقد جمعت جميع الموجودات في كلمة واحدة، وإذا حاولت ذكرها بالتفصيل لافتقرت إلى مجلدات كثيرة، ثم قس على نسبة اللفظ إلى اللفظ نسبة المعنى إلى المعنى، على أن فسحة عالم المعاني والتفاوت بين أقسامها وأفرادها، لا يقاس بفسحة عالم الألفاظ والتفاوت، ولو اتفق لأحد أن يخرج من هذا الوجود المجازي الحسي إلى أن تحقق بالوجود العقلي، واتصل بدائرة